مقالات

عقدة الفكرة موجودة مسبقا

مشكلة !!

ساتحدث في موضوع أعتبره مهم جداً و حقا قد لا أكون مبالغاُ عندما أنسب كلمة عقدة لهذا الموضوع فهو أشد من ذلك أشبه بمرض يغزو الوسط العربي و الوطن العربي و المبرمج العربي ويضع تفكيره وابداعه منحصرا في مساحة لا تتسع حتى لكلمة إبداع .

نتيجة بحث الصور عن ‪new idea‬‏

حسنا في البداية لطالما كنت تتحاور مع أصدقائك او زملائك في العمل بشأن فكرة ما أو مشروع ما وتخبرهم كم سيوفر ذلك المشروع من ربح وفير عدى عن الكثير من الميزات التي سيتلقوها من إعلانات و منتجات و ما إلى أخره و ينتهي النقاش بأن الفكرة هذه موجودة أصلا وليس منطقي أن تقوم بإعادة إنشاء فكرة موجودة !!
حسنا إعذروني على هذه الكلمة أن “الغباء” بدأ عندما نطق أحدهم بكلمة الفكرة موجودة !! المشروع موجود أصلاً !!

هل تعلم ؟

في البداية قبل أن ندخل في نقاش طويل دعنا نوضح بعض المفاهيم التي أعتقد بأن الجميع يعرفها :

محركات البحث :

أول محرك بحث بدأ في العالم هو W3Catalog في عام 1993 ومن ثم ظهر بعده ما لا يقل عن 20 محرك بحث رئيسي في العالم حتى العام 1998 بدأ محرك البحث جوجل بالعمل ومن منا لا يعرف جوجل !!
علما انه قبل جوجل كان هناك المئات من محركات البحث ولكن أغلبها لم يكن مطلق بشل عالمي لكن الكل يعلم أين جوجل الأن في العالم البحث و التكنولوجيا , و العجيب في الامر لم تسيطر عليهم فكرة أن المشروع موجود مسبقاً

التواصل الأجتماعي :

قد يعتقد الكثير أن فكرة التواصل الأجتماعي هي فكرة جديدة لم تكن موجودة قبل الألفية الجديد , لكن هل تعلم أن فكرة التواصل الأجتماعي كانت موجودة في سبعينيات القرن الماضي !! هل تعلم أن اول فكرة موقع تواصل كانت في العام 1997 وكان إسم الموقع SixDegrees و هل تعلم أن أول موقع تواصل إجتماعي عالمي كان MySpace الذي تم إنشائه في عام 2000 وكان أول موقع تواصل إجتماعي معروف عالميا برغم من هذا وبعد ستة سنوات في العام 2006 بدأ أشهر موقعين في عالم التواصل الأجتماعي وهما تويتر وفيس بوك بالعمل بشكل رسمي في جميع بلدان العالم و يعتبران من أكثر المواقع في العالم عدداً للمستخدمين ورغم وجود الكثير من المواقع التي تصنف على انها مواقع تواصل إجتماعي قبل وجودهما إلا أنهما قد نجحا نجاح كبير .

منصات البريد الألكتروني

هل تعلم أن أول رسالة بريد إلكتروني قد تم إرسالها في العام 1971 بواسطة شركة ARPANET ورغم هذا بعد أكثر صدور أكثر من خمسة ألاف منصة بريد إلكتروني لاقت ياهو و هوت ميل نجاح باهرا في خدمات البريد الالكتروني رغم أنه تم إطلاق ياهو في العام 2004 و هوت ميل في العام 1997 لكنهما لم يأبها بوجود الكثير من منصات البريد الألكتروني بل إهتما على توفير خدمة بريد أمنة وسريعة ومميزة للمستخدم !!

متصفحات الانترنت

لقد كان أول متصفح إنترنت يعلن عنه هو WorldWideWebالذي تم الأعلان عنه في العام 1991 وبدأت بعدها الحرب الباردة بين شركات تطوير متصفحات الانترنت و اشهر تلك الحروب هي حرب مايكروسوفت بمتصفحها انترنت إكسبلولار ضدد متصفح نيت سكيب وقد طالت تلك الحرب بينهم حتى تم تطوير نيت سكيب ويبدأ بعدها بأسم موزريلا فايرفوكس و هو المتصفح الأشهر عالميا الأن بسبب أنه متوفر على جميع أنظمة التشغيل و بالرغم من هذا لم يفشل متصفح جوجل كروم و متصفح اوبرا الان له حصة ممتازة من عدد المستخدمين ومتصفح أفانت أنا أعتبره من أقوا متصفحات الأنترنت لما في من ميزات تبديل النواة و التوافق , وما نلاحظه من هذا هو أنه لا يوجد من إستسلم ظنا منه أنه لا حاجة إلى صناعة متصفح إنترنت جديد بسبب وجود الكثير من المتصفحات على الساحة .


مناقشة

تخيل عزيزي القارئ أن رواد الأعمال التقنية في الغرب قد سيطرت على عقولهم تلك الفكرة التي يؤسفني أنها سيطرت على عقل المبرمج العربي هل لك عزيز أن تتصور أنك ملزم بإستخدام أداة واحدة لكل شيء هل لك أن تتخيل حجم الأحتكار الذي سيواجه جميع مستخدمي التكنولوجيا !!
تخيل أن هذا الكون لا يوجد به سوى نظام تشغيل واحد , تخيل أنك مجبر على إستخدام نوع هاتف واحد لأنه لا داعي لوجود هاتف سامسونج او أيفون فقد قامت شركة موتورولا بصناعة الهاتف الخلوي قبل الجميع , ليتنا نعلم أن كل فكرة قابلة للتطوير وللتخصيص وانه هناك تعدد وتباين في الاذواق وانه لا يوجد شيء يسمى الفكرة الفلانية موجودة مسبقا , إنما يجب علينا البدأ بتطبيق كل فكرة تخطر في بالنا ما دمنا نستطيع تطبيقها !!

ليت جميع المفكرين و المبرمجين العرب يتخلون عن تلك الخرافة وعن هذا المنطق الأعوج الذي يعتبر سباب رئيسيا في تصنيف المنتج العربي بأنه الاقل في عالم التكنولوجيا و الابتكار .

و أكبر مثال على هذا مشاريع التخرج الكل يريد فكرة جديدة لم يسبق لها مثيل و في النهاية ينتهي مشروع التخرج في سلة المهملات لأن ما كتب على الورق لا ينفذ على أرض الواقع بينما لو قام أحد الطلاب بعمل مشروع إدارة موارد بشرية مثلا أو نظام مستشفى أو ما شابه ذلك و أتقن عمل المشروع وجعلها قابلا للتطوير سيتمكن من بيع البرنامج فيما بعد هذا عدى عن أنه هناك فرصة كبيرة ليلقى مشروعه رواجا كبيرا ويحقق نجاحا باهرا كمنتج مطلوب بالسوق ويمكن بيعه للكثيير من العملاء حتى ولو كان هناك الكثير من البرامج المشابهة حتى و إن كانت مجانية فالبرامج المجانية لا تلقى دعما وتطويرا كالمدفوعة !!

للأسف !!

أصبح المبرمج أو المفكر العربي يلقي أفكاره في عرض الحائط دون أن يلقي بالا أنه يمكن لفكرته النجاح ويمكن لها أن تنفذ وتروج بشكل جيد ويمكن له أن يحقق الكثير من تلك الفكرة وقد تطور بنا الحال السيء حتى أصبح المبرمج العربي يخاف أن يفكر فهو يعتبر ذلك مضيعة للوقت فلا فائدة من التفكير لأن البشرية قد وصلت الحد الأقصى من التطور ولم يعد هناك من جديد .

ليتنا نعلم

ليتنا نعلم أن التسابق على الأبتكارو الانتاج و التطوير التقني الأن في مرحلة ساخنة جدا و أن جميع دول العالم تتسابق على أمتلاك أقوى منصات التكنولوجيا البشرية و تحاول أن تكون سباقة في مجالات الذكاء الصناعي و التعلم الالي ولا تهتم فيما إذا كانت تلك التقنية قد سبق و إن طبقت أم لا بل الأهم هو إمتلاكها لتلك التقنية حاليا و لن تتوقف عن تطويرها لتستحدث ما هو متقدم أكثر لريادة التسابق و التنافس التقني فيما بينها

هل تأخرنا ؟

لا يزال الوقت مبكرا جدا لنقول بأننا تأخرنا لكن الكارثة هي أنه في حيث قطع الكثير ما ليس قليلا من المسافات نحن لم نمضي سوى ببضع خطوات , كل ما علينا هو التفكير بإيجيابية و التخلي عن عقدة “الفكرة موجودة مسبقا” ويكفي إعتقاد أن المحتوى العربي هو الأقل قيمة و أن المبرمج العربي هو الأقل كفائة !!
المبرمج العربي متميز جدا في حل المشاكل و في التفكيرو الأبتكا إذا ما وجد مساحة له لكنه للاسف ضعيف أمام ما يعتقده واقعا بالرغم أنه لا صحة لذلك الواقع بل علينا البداية في التفكير و التطوير و الأبتكار مهما كان هناك من أفكار أو مشاريع مشابه . بل يجب علينا البدأ .

بقلم ايوب يوسف ايوب

زر الذهاب إلى الأعلى