عند فحص الهواتف المحمولة المستعملة، فإن عملية التحقق من صحة ووظائف الجهاز تتطلب دقة عالية واهتمامًا بجميع التفاصيل التي قد تؤثر على الأداء أو توفر التجربة المرجوة للمستخدم. إن عملية الفحص ليست مجرد تفقد شكلي أو نظري، بل هي عملية فنية وتقنية تتطلب مهارة ومعرفة عميقة بمكونات الهاتف وتقنيات الاختبار المختلفة التي تضمن أن الجهاز يعمل بكفاءة تامة، وأنه يلبي المعايير التي يطمح إليها المستخدم سواء من ناحية الأداء أو من ناحية السلامة التقنية. لذا، فإن الفحص الدقيق يتطلب منهجية منظمة تبدأ من التحقق من الوظائف الأساسية كالشبكة وWi-Fi، مرورا بالفحوصات الدقيقة لمكونات الجهاز الداخلية والخارجية، وصولاً إلى الاختبارات المتعلقة بالبرمجيات والأمان، مع التركيز على التفاصيل التي قد تبدو صغيرة لكنها تؤثر بشكل كبير على تجربة المستخدم النهائية.
وفيما يلي، نستعرض بشكل مفصل جميع الجوانب التي يجب أن يتم التركيز عليها أثناء فحص الهواتف المستعملة، مع تقديم نصائح عملية وتقنية لكل عنصر، مع شرح مفصل لكل خطوة، وذلك لضمان أن يكون الجهاز الذي سيتم شراؤه أو بيعه في حالة ممتازة وخاليًا من أي عيوب قد تؤثر على الأداء أو السلامة أو الأمان.
الفحص المتكامل لهواتف المحمول: خطوة بخطوة
الجانب الأول: فحص الشبكات والاتصال اللاسلكي
يعد اختبار الشبكات من أهم الخطوات التي تحدد قدرة الهاتف على التواصل مع العالم الخارجي بشكل فعال. يبدأ الفحص بتشغيل واي فاي وإيقافه مرتين متتاليتين، حيث يساعد ذلك على التأكد من استقرار إعدادات التوصيل وأن النظام يلتقط جميع الشبكات المتاحة بشكل صحيح. خلال هذه العملية، يجب أن تكون قادرًا على استكشاف جميع الشبكات القريبة من مكان وجود الهاتف، مع ملاحظة مدى قوة الإشارة واستقرارها. عند الاتصال بشبكة واحدة من الشبكات المتاحة، ينبغي مراقبة سلوك الإشارة بشكل دقيق، والتأكد من أن الاتصال مستقر، وأن سرعة الإنترنت تتوافق مع المعايير المعروفة، من حيث التحميل والتنزيل، دون تقطع أو تذبذب في الجودة.
كما يُنصح بمحاولة استخدام أدوات قياس الإشارة المتوفرة عبر تطبيقات خاصة أو أدوات مدمجة في النظام، لمتابعة مدى قوة الإشارة باستمرار، والتأكد من أن الهاتف لا يعاني من مشاكل في التوصيل الشبكي، سواء على شبكات 2G أو 3G أو 4G أو حتى 5G إذا كانت مدعومة، مع مراقبة استقرار الاتصال أثناء التنقل أو عند التبديل بين الشبكات المختلفة. من المهم أيضًا تجربة إجراء مكالمة صوتية من خلال الشبكة، مع مراقبة جودة الصوت واستقرار الاتصال، حيث أن أي تذبذب أو تقطع قد يشير إلى عيوب في المودم أو قطعة الشبكة الداخلية في الهاتف.
بالإضافة إلى ذلك، يجب اختبار وظيفة الاتصال بالإنترنت عبر شبكة Wi-Fi من خلال تصفح مواقع مختلفة أو استخدام تطبيقات تعتمد على الإنترنت، مع ملاحظة زمن الاستجابة وسرعة التحميل والتنزيل، والتأكد من أن الجهاز يستمر في البقاء متصلًا دون انقطاع أو فقدان الاتصال بشكل غير مبرر. من الجدير بالذكر أن مراقبة مؤشر الإشارة أثناء الاستخدام تتيح تحديد أي ضعف في التوصيل، ويمكن أن تتكرر خلال فترة الفحص بشكل طبيعي، لكن الانخفاض المستمر أو المفاجئ في قوة الإشارة يجب أن يُعتبر مؤشرًا على وجود مشكلة فنية.
وأخيرًا، ينبغي اختبار خاصية وضع الطيران، بحيث يتم تفعيلها وإيقافها عدة مرات، لضمان أن الهاتف يتعامل مع هذه الخاصية بشكل سليم، وأنه يمكنه الانتقال بين وضع الاتصال الكامل ووضع الطيران بسلاسة، مع عدم وجود مشاكل في إعادة تفعيل الاتصال بعد إيقاف وضع الطيران.
الجانب الثاني: فحص نظام تحديد الموقع (GPS)
نظام تحديد الموقع (GPS) هو أحد المكونات الرئيسية التي تؤثر على تجربة المستخدم خاصة في تطبيقات الملاحة والخرائط. رغم أن الكثيرين ينسون فحص هذه الخاصية أثناء عملية فحص الهاتف المستعمل، إلا أنها من العناصر التي يجب التأكد من عملها بدقة عالية، نظراً لأهميتها الكبيرة في الاستخدامات اليومية. تبدأ عملية الفحص بتفعيل خدمات الموقع عبر إعدادات الهاتف، ثم التأكد من أنها تعمل بشكل نشط، وأن الجهاز يتلقى إشارة من الأقمار الصناعية بشكل سريع ودقيق. يمكن التحقق من ذلك من خلال فتح تطبيق خرائط أو تطبيق ملاحة آخر، وملاحظة سرعة استجابة الجهاز، ودقة الموقع المعطاة. إذا كان الموقع يتغير بشكل مستمر ودقيق، وكانت الإشارة مستقرة، فإن ذلك يدل على أن نظام تحديد الموقع في الجهاز يعمل بشكل جيد. أما إذا كانت هناك تأخيرات طويلة أو عدم دقة، أو ظهور رسالة خطأ، فقد يكون هناك خلل في النظام أو مشكلة في قطعة المودم الخاصة بالموقع.
علاوة على ذلك، يُنصح باستخدام أدوات فحص خارجية أو تطبيقات متخصصة في قياس أداء GPS، والتي توفر تقارير تفصيلية عن دقة التحديد، واستقرار الإشارة، وسرعة التحديث. في حال عدم عمل الخدمة بشكل صحيح، يمكن أن يكون السبب في عطل برمجي أو خلل في المودم، أو مشكلة في نظام التشغيل، مما يتطلب تحديث النظام أو إعادة ضبط المصنع بشكل احترافي.
أما بالنسبة لفحص حساس الفلاش، فهو أحد الاختبارات التي تضمن سلامة مكونات الجهاز الداخلية، خاصة تلك المرتبطة بالتصوير الليلي أو تصوير الفيديو. قم بتشغيل الفلاش عدة مرات، مع مراقبة ظهور رسائل تنبهك لارتفاع حرارة الفلاش، أو ظهور أي إشارات لعدم استقرار في الأداء، مع تكرار العملية لمدة لا تقل عن 3 دقائق لضمان أن الفلاش يعمل بشكل طبيعي، وأنه قادر على التفعيل بدون مشاكل تقنية. في حال ظهور أي إشارات لارتفاع درجة الحرارة بشكل غير طبيعي، أو توقف الفلاش عن العمل، يجب أن يتم استبداله أو إجراء الصيانة اللازمة لضمان عدم حدوث أي أعطال مستقبلية.
الجانب الثالث: فحص البطارية وأداءها
البطارية من أهم مكونات الهاتف التي تؤثر بشكل مباشر على تجربة الاستخدام، خاصة في الهواتف المستعملة التي قد تكون قد تجاوزت فترة الضمان أو الاستخدام المكثف. غالبًا، يُعتقد أن فحص البطارية بدقة هو أمر غير ممكن إلا من خلال أدوات متخصصة، إلا أن هناك بعض الخدع التي يمكن استخدامها لتقييم الحالة العامة للبطارية بشكل تقريبي. أولاً، عند استلام الجهاز، قم بتفريغه بشكل كامل حتى ينطفئ، ثم قم بشحنه حتى تصل نسبة الشحن إلى 50%، ومن ثم أعد تشغيل الجهاز. خلال عملية إعادة التشغيل، يجب ألا ينقص الشحن أكثر من 2%، وإذا كانت النسبة تنقص بشكل كبير، فقد يكون هناك مشكلة في البطارية أو أنها لم تعد قادرة على الاحتفاظ بالشحن بشكل فعال.
بالإضافة إلى ذلك، إذا كان يمكن فك البطارية من الجهاز، فافحصها بشكل بصري للتأكد من خلوها من الانتفاخ أو التشققات أو الثقوب، حيث أن وجود أي من تلك العلامات يدل على تلف أو تآكل البطارية، ويجب استبدالها فورا. كما يُنصح باستخدام برامج متخصصة مثل CPU-Z أو تطبيقات أخرى لفحص الحالة الصحية للبطارية، والتي تقدم تقارير تفصيلية عن نسبة الاستخدام، ودرجة التآكل، والكفاءة العامة، مع توصية بضرورة استبدالها إذا كانت الحالة سيئة.
وفي حال كانت البطارية مدمجة، فالحل الأمثل هو الاعتماد على فحوصات الأداء عبر البرامج، أو استشارة فني مختص للتأكد من الحالة. تجنب الاعتماد بشكل كامل على العلامات الظاهرية فقط، فهي قد لا تكون كافية لتحديد الحالة الحقيقية للبطارية، خاصة في الأجهزة التي تم استخدامها لفترة طويلة.
الجانب الرابع: فحص الشاشة والتأكد من سلامتها
الشاشة تعتبر من العناصر الأكثر تعرضًا للتلف والعيوب، فهي تتعرض للخدوش، الكسر، أو ظهور مناطق ميتة بمرور الوقت، بالإضافة إلى المشاكل التقنية مثل عدم استقرار الصورة أو الإضاءة غير المتجانسة. بداية، يتم فحص مظهر الشاشة الخارجي للتأكد من عدم وجود كسور أو خدوش ظاهرة، مع ملاحظة وجود مناطق ميتة أو ألوان غير متناسقة. بعد ذلك، يتم التركيز على الفحص الفني، والذي يتطلب خطوات دقيقة لضمان سلامة الشاشة واستقرارها. من أهم الاختبارات هي مراقبة وجود نبضات ضوئية أو وميض متقطع في الشاشة أثناء التصفح أو عرض المحتوى، حيث أن ذلك قد يدل على عيوب في اللوحة أو القطع الداخلية.
كما يُنصح بتجربة الضغط الخفيف على الشاشة بشكل متكرر، مع مراقبة استقرار الصورة، والتأكد من عدم ظهور تغييرات في الألوان أو ظهور خطوط أو بقع غير طبيعية. وللتأكد من سلامة البكسلات، يتم استخدام صورة تحتوي على الألوان الأساسية (أسود، أبيض، أحمر، أخضر، أزرق) ومراقبة تجانس الألوان وموحديتها في جميع أنحاء الشاشة، مع التركيز على اللون الأبيض الذي يظهر عادة التموج أو الاختلافات بشكل واضح.
بالإضافة إلى ذلك، يُنصح بتقليل مستوى الإضاءة، ثم زيادته بشكل متكرر، مع مراقبة استجابة الشاشة، والتأكد من عدم وجود تباين غير طبيعي أو تغيرات في الإضاءة. من ضمن الاختبارات المفيدة أيضًا هو إجراء اختبار الرجاج، حيث يُعمد إلى تحريك الهاتف بسرعة، وملاحظة مدى استقرار الصورة، والتأكد من أن الشاشة لا تظهر أي تشوهات أثناء الحركة.
وفي حالة وجود حساس الضوء أو ميزة استشعار الإضاءة، يُفترض أن تتفاعل بشكل صحيح عند تغير ظروف الإضاءة، من خلال ضبط سطوع الشاشة تلقائيًا. وإذا كانت هناك أي مشكلة في استجابة الحساسات، أو ظهور مناطق داكنة أو باهتة، فهذه من علامات تلف الشاشة أو اللوحة الرئيسية التي تتطلب إصلاحًا أو استبدالًا.
الجانب الخامس: فحص وظيفة الكاميرات – الأمامية والخلفية
الكاميرات من العناصر المهمة التي تؤثر على قدرة المستخدم على التقاط الصور والفيديو، وتُعد من العناصر التي يجب فحصها بشكل دقيق، حيث أن العيوب الصغيرة قد تؤثر على جودة التصوير بشكل كبير. تبدأ عملية الفحص بعدم وجود بقع داكنة أو شوائب أو تشوهات في الصور الملتقطة، مع التحقق من أن الصور يمكن حفظها بشكل صحيح على الجهاز، وأنها لا تظهر أي أخطاء أثناء التقاط الصورة أو تصحيحها. بعد ذلك، يتم اختبار الكاميرا من خلال التقاط صور باستخدام الكاميرا الأمامية والخلفية، مع ملاحظة جودة الصورة، ودقة الألوان، ووضوح التفاصيل.
كما يُنصح بتصوير فيديو عالي الجودة، ثم إعادة تشغيل الفيديو والتحقق من وجود صوت واضح، مع التأكد من أن الميكروفون يعمل بشكل سليم، وأنه يمكن تسجيل الصوت بجودة جيدة. عند استخدام الفلاش، يجب تفعيل وضع الفلاش، والتحقق من استجابته بشكل صحيح أثناء التصوير الليلي أو في ظروف الإضاءة المنخفضة. بالإضافة إلى ذلك، يُنصح بتجربة التصوير باستخدام خيارات متعددة مثل وضع HDR، والتصوير البطيء، وتسجيل الفيديو بدقات مختلفة، للتأكد من أن جميع الوظائف تعمل بشكل طبيعي، وأن الأداء لا يتأثر خلال التشغيل المستمر.
أخيرًا، يُنصح بترك الكاميرا تعمل لمدة تتجاوز الثلاث دقائق، مع مراقبة ارتفاع درجة الحرارة، حيث أن ارتفاع درجة الحرارة بشكل ملحوظ أو ظهور رسالة خطأ يدل على وجود خلل في الوحدة أو مشاكل في المعالج المخصص للكاميرا. كل ذلك يضمن أن الكاميرات في الجهاز تعمل بكفاءة، وأنها جاهزة للاستخدام اليومي بدون عيوب تقنية تؤثر على جودة التصوير.
الجانب السادس: فحص المجسات والحساسات الداخلية
المجسات الحساسة داخل الهاتف تلعب دورًا هامًا في تحسين تجربة المستخدم، فهي تتضمن حساس القرب، ومستشعرات الحركة، ومستشعرات الضوء، وغيرها. يتم فحص حساس القرب من خلال إجراء مكالمة هاتفية، ووضع اليد أمام الحساس، وملاحظة ما إذا كانت الشاشة تنطفئ عند وضع اليد، وتعود للعمل عند إزالته. هذا الاختبار يضمن أن الحساس يعمل بدقة وسرعة، وأنه لا يوجد عطل قد يسبب استهلاك غير مبرر للبطارية، أو ظهور مشاكل في تشغيل الشاشة أثناء المكالمات.
أما حساسات الحركة، فهي تتطلب اختبارًا من خلال فتح معرض الصور ثم تدوير الهاتف بشكل يمين ويسار، أو من خلال تنقل الجهاز بين الوضع الأفقي والعمودي، مع ملاحظة استجابة الشاشة واتجاهات العرض. يجب أن تتغير الصورة أو المحتوى بشكل يتوافق مع حركة الهاتف، وإذا كانت هناك تأخيرات أو عدم استجابة، فإن ذلك قد يدل على خلل في المستشعرات. بالإضافة إلى ذلك، يُنصح بتجربة ميزات مثل الاستشعار التلقائي لضبط الإضاءة، أو التفاعل مع الحساسات في ظروف مختلفة، لضمان عملها بشكل دقيق.
أما بالنسبة لمستشعرات البصمة، فهي من الأمان الأساسية في الجهاز، وتحتاج إلى اختبار فعاليتها من خلال محاولة إدارة البصمات، وحذفها وإعادة تسجيلها بشكل سهل وسريع، مع التأكد من أن الجهاز يفتح بسرعة ودون تأخير كبير، وأنه يقبل البصمة بشكل صحيح من أول محاولة. كذلك، يجب اختبار خاصية إلغاء القفل بواسطة البصمة، والتأكد من أنها تعمل بشكل موثوق ودون أخطاء متكررة، مع مراقبة زمن الاستجابة.
الجانب السابع: اختبار الصوت وسماع المكالمات
الصوت هو أحد العناصر الأساسية التي تؤثر على جودة الاتصال والاستخدام العام للهاتف، ويجب تمرير اختبار شامل للتأكد من عمل السماعات والميكروفون بشكل سليم. تبدأ عملية الفحص بتشغيل وسائط صوتية متنوعة، مثل الموسيقى أو مقاطع الفيديو، والتأكد من أن الصوت عالي وواضح، وأنه لا يوجد تشويش أو رجز في الصوت، وأن جميع السماعات تعمل بشكل صحيح إذا كان هناك أكثر من سماعة خارجية. يُنصح أيضًا بإجراء مكالمة هاتفية لمدة لا تقل عن خمس دقائق، مع محاولة التحدث بحرية وتحريك الهاتف، لمراقبة جودة الصوت من كلا الطرفين، مع التأكد من أن الميكروفون يلتقط الصوت بشكل واضح، وأن الطرف الآخر لا يعاني من مشاكل في السمع أو التشويش.
وفي حال وجود مشاكل في جودة الصوت، أو ضعف في أحد السماعات، أو عدم وضوح الصوت، يمكن أن يكون ذلك مؤشرًا على تلف في المكونات الداخلية، أو خلل في دائرة الصوت، والذي يتطلب فحصًا محترفًا وإصلاحًا مناسبًا. كما يُنصح بالتحقق من وظيفة زر التحكم في الصوت، وزر الميكروفون، والتأكد من أنها تعمل بسرعة وبدقة.
أما بالنسبة لفحص ضوء الإشعارات، فهو بسيط ولكنه مهم، حيث أن تشغيله والتأكد من عمله بشكل صحيح، يضمن أن الهاتف يُنبه المستخدم بمرات عديدة عند وجود إشعارات مهمة، دون أن يتطلب الأمر فحصًا معقدًا. من ناحية أخرى، يجب فحص وظيفة البلوتوث، من خلال محاولة مشاركة ملفات أو بطاقات عمل، والبحث عن إشارة البلوتوث من جهاز آخر، للتأكد من أن الوظيفة تعمل بكفاءة.
وفيما يخص الشحن، يجب أن يتم اختبار عملية الشحن العادي واللاسلكي، مع مراقبة حرارة الجهاز أثناء الشحن، والتأكد من أن عملية الشحن تتم بسرعة وبدون ارتفاع مفرط في درجة الحرارة، وأن وظيفة الشحن السريع تعمل بشكل طبيعي، سواء عبر الكابل أو عبر الشحن اللاسلكي. كما يُنصح بتجربة المدخل الخاص بـ AUX، سواء لاختبار الصوت أو لعرض الفيديو على التلفاز، والتأكد من أن الجهاز يتعرف بشكل صحيح على الأجهزة الملحقة، وأن الصوت والصورة تعمل بشكل سليم دون انقطاعات أو تأخير.
الجانب الثامن: فحص مدخل IR وتقنيات الاتصال القريبة NFC
من العناصر التقنية المتقدمة التي يجب فحصها بشكل دقيق، هو منفذ الأشعة تحت الحمراء (IR)، والذي يُستخدم عادة للتحكم في الأجهزة المنزلية، مثل التلفزيونات، وأجهزة التكييف، وأجهزة العرض. فحص هذا المنفذ يتطلب إما استخدام تطبيق خاص للتحكم، أو توجيه المنفذ إلى كاميرا هاتف آخر، ومراقبة وجود الضوء الذي يدل على عمله، حيث أن العين البشرية لا تستطيع تمييز الترددات الضوئية تحت الحمراء، لذلك يُستخدم الكاميرا التي تلتقط الضوء تحت الأحمر. إذا كان الضوء يظهر عند استعمال المنفذ، فإن ذلك يدل على أن المنفذ يعمل بشكل سليم.
أما تقنية الاتصال القريب NFC، فهي من التقنيات التي تعتبر مهمة من ناحية الأمان والتواصل السريع بين الأجهزة، رغم أن استخدامها محدود في بعض المناطق. يمكن فحص وظيفة NFC بسهولة من خلال محاولة مشاركة ملف عبر هذه التقنية، أو من خلال البحث عن اسم الجهاز من خلال جهاز آخر يدعم NFC. إذا تمت عملية الإرسال بنجاح، فهذا يعني أن التقنية تعمل بشكل صحيح، وأن الجهاز جاهز للاستخدام في عمليات الدفع أو التواصل الآمن.
وللتأكد من أن NFC يعمل بشكل سليم، يُنصح بتجربة مشاركة صورة أو ملف آخر من خلال NFC، والتأكد من أن الإرسال يتم بسرعة وبدون أخطاء، مع مراقبة استجابة الجهاز والوقت المستغرق لإتمام العملية. فحص هذه التقنيات يساهم بشكل كبير في تحديد مدى جاهزية الهاتف للاستخدام في بيئات تعتمد على التقنيات الحديثة، ويضمن أن المستخدم يستطيع الاعتماد على وظائف الاتصال القريب بشكل كامل.
الجانب التاسع: فحص مستشعر البصمة والأمان
مستشعر البصمة أصبح من العناصر الأساسية للأمان، ويجب أن يتم فحصه بشكل دقيق لضمان أنه يعمل بسرعة ودقة، وأنه يمكن إدارة البصمات بسهولة، مع إمكانية حذفها وإضافة جديدة دون تأخير. يتم ذلك من خلال محاولة تسجيل بصمة جديدة، ثم اختبارها عدة مرات للتحقق من سرعة الاستجابة، وتكرار عملية الحذف وإعادة التسجيل لضمان أن المستشعر يتعامل بشكل سليم. عند استخدام البصمة لإلغاء قفل الهاتف، يجب أن يكون الوقت المستغرق قصيرًا، وأن يفتح الجهاز بشكل فوري، مع عدم وجود أخطاء أو تأخير. إذا كانت عملية التعرف على البصمة بطيئة أو غير موثوق بها، فقد يكون هناك خلل في المستشعر، أو يحتاج إلى إعادة ضبط، أو استبدال.
أما من ناحية الأمان، فمن الضروري أن تتأكد أن الجهاز غير مروّس أو معدل برمجياً بشكل غير رسمي، وأنه لا يحتوي على حسابات مرتبطة مثل حساب Apple iCloud أو حساب جوجل، والتي قد تكون مرتبطة بأشخاص آخرين، أو قد تمنع المستخدم من استرجاع البيانات أو إعادة ضبط المصنع. وجود حسابات مرتبطة يعني أن الجهاز محمي بشكل أمني، لكن في نفس الوقت، يجب أن يكون لديك صلاحية كاملة للوصول إليه وإجراء عمليات الصيانة أو الاسترجاع.
وفي النهاية، يُنصح دائمًا بالاختبار العملي لمستشعر البصمة، والتأكد من أن الجهاز يتعرف عليها بسرعة، وأنه يمكن إدارةها بشكل سلس، لضمان أن المستخدم لن يواجه مشاكل أثناء الاستخدام اليومي.
الختام: أهمية الفحص الشامل والتأكد من جميع العناصر التقنية
تعد عملية فحص الهواتف المستعملة من العمليات التي تتطلب خبرة عالية، واهتمامًا بالتفاصيل، لأنها تتعلق بجودة الجهاز وسلامته، وتأثيرها المباشر على تجربة المستخدم ورضاه. إن الفحص الشامل يشمل جميع المكونات من الشبكة، والكاميرات، والشاشة، والبطارية، والحساسات، والبرمجيات، والأمان، وغيرها من العناصر التي تشكل جوهر الجهاز ووظائفه. فكل عنصر من هذه العناصر يلعب دورًا حيويًا في ضمان أن الهاتف يعمل بكفاءة، وأنه لا يعاني من عيوب تقنية أو عيوب في التصميم، وأنه جاهز للاستخدام اليومي دون الحاجة إلى استبدالات أو إصلاحات مكلفة في المستقبل.
كما أن اتباع منهجية منظمة في الفحص، واستخدام أدوات وبرامج متخصصة، يساهم بشكل كبير في تقليل احتمالات الوقوع في أخطاء أو نسيان عناصر مهمة. من الجدير بالذكر أن الاعتماد على خبرة فني محترف، أو أدوات فحص متطورة، يضمن أن يتم تقييم الحالة بشكل دقيق، وأن يتم اتخاذ القرار الصحيح سواء بالشراء أو بالانتظار أو بالبحث عن جهاز آخر.
وفي النهاية، فإن عملية الفحص الدقيقة والمتعمقة هي الخطوة الأهم لضمان أن الهاتف الذي سيتم امتلاكه هو جهاز متميز، يلبي احتياجات المستخدم، ويعمل بشكل موثوق، ويقدم قيمة عالية مقابل السعر المدفوع. لذلك، يُنصح دائمًا بعدم التهاون أثناء الفحص، والتأكد من أن جميع العناصر الأساسية تعمل بشكل صحيح، وأن الجهاز في حالة جيدة من جميع النواحي التقنية، ليكون استثمارًا ناجحًا وخاليًا من المشاكل فيما بعد.








