نظرةٌ موسّعةٌ على نظام أوبونتو المكتبي
يُمثِّل نظام أوبونتو (Ubuntu) واحدًا من أشهر توزيعات لينكس (Linux) على مستوى العالم، ويحظى باهتمامٍ واسعٍ في أوساط المستخدمين والمطوِّرين والمهتمِّين بالتقنية عمومًا. في الإصدار 20.04 على وجه الخصوص، الذي يحمل الاسم الرمزيّ “Focal Fossa”، خطت أوبونتو خطوةً نوعيّةً في سبيل تحقيق التوازن بين البساطة والقوة، إضافةً إلى تحسيناتٍ كبيرةٍ على أداء النظام واستقراره. وفي هذا المقال الأكاديميّ الموسع، سيجري استكشاف جميع الجوانب التقنيّة المتعلّقة بنظام أوبونتو 20.04 المكتبيّ، بما يشمل تاريخ النظام وخصائصه المميّزة، ومكوّناته، والابتكارات التي استُحدِثت فيه، وبنية سطح المكتب، والنظام الأمنيّ، وإدارة الحزم، وتجربة المستخدم النهائيّ، وآليات الصيانة والدعم طويلة الأجل (LTS)، إلى جانب الحديث عن المجتمع العالميّ حوله.
الفصل الأول: الجذور التاريخية لنظام أوبونتو
يعود تاريخ انطلاق أوبونتو إلى العام 2004، حين بادر مارك شاتلوورث (Mark Shuttleworth) عبر شركته كانونكال (Canonical) إلى إطلاق نسخةٍ مبنيّةٍ على توزيعة ديبيان (Debian) العريقة. كان الهدف الأساسيّ حينذاك يتمحور حول توفير نظام لينكس سهل التثبيت والإدارة والصيانة، وفي الوقت نفسه يحمل بين طيّاته قوَّة تقنيّة عالية تسمح له بمنافسة الأنظمة التجارية المتوفِّرة في السوق. يُعزى جزءٌ كبيرٌ من نجاح أوبونتو إلى فلسفته القائمة على إتاحة الحرية والمجانية للجميع، وإلى المسارعة في إصدار تحديثاتٍ دوريةٍ وتبنّي التقنيات الحديثة فور توافرها، مع الحفاظ على الاستقرار والموثوقية.
في ضوء هذه الخلفيّة التاريخيّة، تُواصل أوبونتو -مع كل إصدارٍ جديدٍ- تعزيز سمعتها والتأثير في عالم البرمجيّات الحرّة والمفتوحة المصدر. وفي العام 2020، جاء الإصدار 20.04 تحت مظلة دعم طويل الأجل (LTS)، أي دعمٌ يمتدّ لخمس سنواتٍ كاملة. تُعرف هذه الإصدارات الداعمة طويل الأجل بأنّها الخيار الأمثل للمؤسسات والمشاريع الضخمة التي تحتاج إلى استقرارٍ مضمونٍ وتحديثاتٍ أمنيّةٍ مستمرة، فضلاً عن الشركات والأفراد الذين يتطلّعون لإطلاق خدماتٍ إلكترونيّةٍ مدعومةٍ بنظامٍ صلبٍ وعالي الموثوقية.
يلاحظ دارسو تاريخ أوبونتو كيف أنّ التطور لم يكن فقط على مستوى البرمجيات والأدوات، بل انسحب أيضًا على واجهات الاستخدام والاهتمام بتجربة المستخدم. فبدءًا من الواجهة الشهيرة GNOME مرورًا بتطوير يونتي (Unity) ثم العودة إلى GNOME في إصدارات أحدث، تشير هذه التحوّلات إلى مدى تطوّر الفلسفة التصميميّة behind Ubuntu وسعيها لتقديم أفضل تجربة ممكنة للمستخدمين الجدد والحاليين.
مراحل تطوّر واجهة المستخدم في أوبونتو
- الإصدار الأولي (2004 – 2010): الاعتماد بشكل رئيسيّ على واجهة GNOME 2 مع تركيزٍ بسيطٍ على سهولة الاستخدام.
- فترة Unity (2011 – 2017): ابتكرت Canonical واجهة يونتي لتوحيد تجربة المستخدم عبر الأجهزة المختلفة مثل الحواسيب المكتبية والمحمولة والأجهزة اللوحية.
- العودة إلى GNOME (2017 حتى الآن): أُعلِن في إصدار 17.10 عن نهاية حقبة يونتي، وعادت أوبونتو إلى البيئة المكتبية GNOME، مع تعديلات خاصة لتخصيص تجربة الاستخدام.
من خلال هذه الرحلة التاريخية، صار واضحًا أن أوبونتو لم يعد مجرّد توزيعة لينكس تقليدية، بل نظامًا يحمل هويةً متكاملةً وقادرًا على المنافسة في سوق نُظُم التشغيل. ومع ذلك، تبقى فلسفته مفتوحة المصدر ورؤيته للحرية والمجانية والدعم المجتمعي متجذّرة في كل إصدار. وليس أدلّ على ذلك من انتهاجه لاستراتيجية الإصدارات نصف السنوية وتبنّي فلسفة تقنيّة تُسمّى “Stable release updates” تهدف إلى ضمان التحسين المستمرّ ضمن الإصدارات المستقرة.
الفصل الثاني: البنية الأساسية في الإصدار 20.04
عند الحديث عن أوبونتو 20.04 تحديدًا، لا بدّ من إلقاء الضوء على البنية الأساسية أو ما يُعرف عادةً بالـCore system architecture. في صميم أوبونتو يقبع نواة لينكس (Linux Kernel) التي تتولّى إدارة العتاد (Hardware) والتفاعل مع موارد النظام، ولأنّ هذه النواة نفسها تُستخدم في عددٍ كبيرٍ من الأجهزة والخوادم والحواسيب الفائقة، فإن الاستفادة من إمكاناتها الهائلة في إدارة العمليات ومعالجة البيانات تُعدّ أمرًا بالغ الأهمية.
الجدير بالذكر أنّ الإصدار 20.04 جاء بنواة لينكس سلسلة 5.4 (Linux Kernel 5.4) عند إطلاقه، وهي نواة تتميّز بدعمٍ متقدّمٍ لأنظمة الملفات الحديثة، وتحسيناتٍ مهمّةٍ في مجال الأمن والحماية، فضلًا عن الدعم المتزايد لمعالجات Intel وAMD الجديدة. ومع إصدارات التحديث الدورية للنظام، يمكن أن يتغيّر إصدار النواة افتراضيًا أو اختياريًا بفضل آلية تحديث النواة ضمن أوبونتو. وخير دليلٍ على مرونة النظام هو توفير نواة (HWE) Hardware Enablement Kernel لمن يرغب في دعمٍ أفضل لأحدث الأجهزة وقطع العتاد، وخصوصًا في السيناريوهات المهنية أو الإنتاجية.
أهم التحسينات في نواة لينكس 5.4
- دعم نظام الملفات exFAT مدمجًا افتراضيًا بعد إدماجه في النواة.
- تحسينات جوهرية في إدارة الذاكرة والعمليات.
- دعم موسّع لأحدث معالجات Intel وAMD، مع تعزيز للأداء في التطبيقات متعددة النوى.
- تضمين تطويراتٍ تخصّ الحماية والأمن، أبرزها خاصية Lockdown التي تزيد من صلابة النظام في البيئات الحرجة.
- تحسين دعم بطاقات الرسوميات، بما يخدم تجربة الألعاب وتصميم الرسوم المتقدمة.
بالإضافة إلى النواة، يحتوي أوبونتو 20.04 على مجموعة كبيرة من المكتبات والأدوات الأساسية التي تُيسِّر للمستخدم التعامل مع كافة جوانب النظام. ويستند النظام في كثيرٍ من مكوّناته على حزمة أدوات GNU التي تشكّل حجر الزاوية لعالم لينكس منذ عقود. كما يتضمّن مدير الحزم APT (Advanced Package Tool) المسؤول عن تثبيت وإزالة وتحديث البرمجيات، إلى جانب نظام Snap الذي تقدمه Canonical بوصفه طريقة مبتكرة لتوزيع البرمجيات وعزلها في حاويات (Containers) لجعلها أكثر أمانًا واستقرارًا.
يعتمد هذا الإصدار أيضًا على بيئة سطح المكتب GNOME 3.36 (عند الإطلاق)، والتي تميّزت بسماتٍ جماليةٍ جديدة وتعديلاتٍ متنوعةٍ في واجهة تسجيل الدخول والشاشة الرئيسية، إضافةً إلى تحسيناتٍ ملحوظةٍ في أداء بيئة GNOME مقارنةً بإصدارات سابقة. وتُولي هذه النسخة اهتمامًا خاصًا بتسهيل الإدارة والمراقبة، عبر لوحة إعداداتٍ شاملةٍ ومحدَّثة، توفر للمستخدم إمكاناتٍ واسعة لتخصيص البيئة المكتبية بما يتناسب مع احتياجاته.
الفصل الثالث: واجهة المستخدم وتجربة الاستعمال في GNOME 3.36
تُعدّ واجهة GNOME 3.36 إحدى أبرز الملامح المضافة في أوبونتو 20.04، إذ حملت اسمًا رمزيًا هو “Gresik” مع ميزاتٍ وضعت تركيزًا خاصًا على جماليات التصميم وتبسيط التجربة. توفر GNOME باقة من الأدوات والتطبيقات الافتراضية مثل مدير الملفات Nautilus وتطبيق Terminal وواجهة الإعدادات Settings، بالإضافة إلى برامج مكتبية وإنتاجية أساسية مثل LibreOffice. وما يميّز هذه الواجهة سهولة الوصول إلى التطبيقات وسرعة الانتقال بين أسطح العمل الافتراضية (Workspaces)، مع واجهة أنيقة من حيث الأيقونات والتخطيطات.
من التحسينات البارزة في GNOME 3.36 ما يُعرف بنمط “Do Not Disturb” أو وضع عدم الإزعاج، الذي يسمح للمستخدم بإيقاف الإشعارات مؤقتًا، كما شهدت واجهة تسجيل الدخول تحسيناتٍ مرئيةٍ جعلتها أكثر جاذبية وتناغمًا مع بقية أجزاء النظام. إضافةً إلى ذلك، يوجد تسهيل أكبر في تثبيت الملحقات (Extensions) التي تسمح بتخصيص كل جزئيةٍ صغيرة في الواجهة، من شريط المهام إلى النوافذ والاختصارات.
على المستوى التقنيّ، أدخلت GNOME تحسيناتٍ في مجال الأداء تقليلًا لاستهلاك الذاكرة وتحسينًا لتجاوب الواجهة مع تفاعلات المستخدم. ويساعد ذلك في تعزيز تجربة الاستخدام على الأجهزة ذات العتاد المتوسط، ممّا يجعل أوبونتو خيارًا جذّابًا لفئة واسعة من الحواسيب المحمولة والمكتبيّة. ومن المزايا الجديدة أيضًا وجود شاشة ملخصة للنشاط (“Activities Overview”) أكثر سلاسة، تُتيح التنقّل الفوري بين التطبيقات المفتوحة والأسطح الافتراضية.
أدوات تخصيص GNOME
- GNOME Tweaks: أداة شهيرة تمكّن المستخدم من الوصول لإعدادات متقدمة كإدارة الخطوط والثيمات والأزرار.
- GNOME Extensions: مجموعة من الملحقات أو الإضافات (Extensions) لتخصيص شكل الواجهة والسلوك الافتراضي للنظام.
- GNOME Shell Themes: ثيمات متنوعة يمكن تثبيتها بسهولة تغيّر مظهر النوافذ والقوائم وشريط المهام.
- Dash to Dock: واحدة من أشهر الإضافات لتخصيص شريط التطبيقات وتحويله إلى Dock مشابه لما هو موجودٌ في أنظمة أخرى.
هذه الأدوات تعكس فلسفة أوبونتو في الانفتاح على جميع الشرائح: فتستطيع استخدام النظام كما هو دون أي تخصيصٍ إضافيّ، أو يمكنك الدخول في أعماق الإعدادات للتعديل عليها بما يُلائم أذواقًا وأغراضًا مختلفة. من زاوية أُخرى، فإن البنية القابلة للتخصيص تعزز مجتمع المطوِّرين والمستخدمين الذين يشاركون الإضافات والسمات ويساهمون في تحسينها.
الفصل الرابع: نظام إدارة الحزم وتجربة Snap
كانت أوبونتو تعتمد تاريخيًا على مدير الحزم APT (المشتقّ من ديبيان) بوصفه الأداة الرئيسيّة لإدارة التثبيت والتحديث والإزالة للبرامج. وعلى الرغم من أنّ APT لا يزال قائمًا ويُعد العمود الفقريّ للنظام، شهدت إصدارات أوبونتو الحديثة تعزيزًا لمنصة Snap. تهدف سناب إلى تبسيط توزيع البرمجيات وتحديثها عبر حاويات مستقلة عن النظام الأساسيّ، ممّا يمنح التطبيقات درجةً أعلى من العزل ويُسهّل عملية اختبارها دون المخاطرة باستقرار النظام العام.
تتميز حزم Snap بعددٍ من النقاط الحيويّة التي تجعلها جذّابةً للعديد من المطوِّرين. فعلى سبيل المثال، يمكن لمطوِّر البرنامج توفير حزمه على قناة Snap Store المركزية، ما يسهل تحديث التطبيق لجميع المستخدمين بمجرد إطلاق النسخة الجديدة. ثمّة أيضًا مزايا أمنيّة، حيث تعيش التطبيقات في بيئة معزولة (Sandbox)، فلا تؤثّر على بقية مكوّنات النظام إلا في الحدود المسموح بها. وبذلك، ينخفض خطر حصول تصادماتٍ في التبعيّات أو في الإصدارات المختلفة من المكتبات البرمجية (Dependency Hell).
مقارنة بين APT وSnap
البند | APT | Snap |
---|---|---|
طريقة التوزيع | مستودعات برمجية رسمية أو خارجية (PPA) | مستودع Snap Store مركزي |
شكل الحزمة | ملفات .deb تقليدية | ملفات .snap مُحزّمة مع تبعيّاتها |
العزل (Sandboxing) | لا يوجد عزلٌ افتراضيّ للتطبيقات | عزل افتراضيّ للتطبيقات لزيادة الأمان |
التحديثات | إما يدوية (باستخدام apt update & apt upgrade) أو تلقائية جزئيًا | تحديثاتٌ تلقائية بالكامل من Snap Store |
الأداء واستهلاك الموارد | مناسب جدًا، نظرًا لعدم وجود حاوية إضافية | قد تستهلك الحزم مساحةً أكبر نظرًا لتضمينها التبعيّات |
اعتمادية البرامج | عالية وراسخة بحكم اعتماد أوبونتو على ديبيان | تعتمد على دعم مطوِّري التطبيقات في Snap |
يتضح من المقارنة أنّ لكلٍّ من APT وSnap مزاياه وعيوبه، وأنّ أوبونتو 20.04 تجمع بينهما لتوفير بيئة متكاملة للمستخدمين والمطوِّرين. فهناك برامج أساسية تفضَّل في العادة تثبيتها عبر APT للحفاظ على التوافق والقوة، في حين تكون برامج الطرف الثالث (Third-Party) والتطبيقات الحديثة أسرع وصولًا وتحديثًا عبر Snap. وفي النهاية، تعود حرية الاختيار للمستخدم الذي قد يفضّل APT في بعض السيناريوهات، أو Snap في سيناريوهاتٍ أخرى.
الفصل الخامس: الخواص الأمنية وآليات الحماية
يشكِّل الجانب الأمنيّ محورًا رئيسيًا في أي نظام تشغيل، وفي أوبونتو 20.04، تأتي مجموعة من المزايا والتحديثات للحفاظ على أمان المستخدمين وبياناتهم. ترتكز غالبية آليات الحماية في أوبونتو على تكامل نواة لينكس مع أدواتٍ وتطبيقاتٍ متخصّصة مثل AppArmor وجدار الحماية UFW (Uncomplicated Firewall)، إضافةً إلى آلياتٍ مدمجةٍ في واجهة النظام.
AppArmor
AppArmor هو نظام أمنيّ يعتمد على تحجيم قدرات العمليات (Process Confinement) بحيث يُحدّد بدقة ما تسمح به كل عمليةٍ أو برنامجٍ من وصولٍ للموارد. قد ترى ملفًّا للتعريف يسمى Profile يشرح صلاحيات البرنامج، مثل الملفات التي يستطيع قراءتها أو الكتابة عليها، وواجهات الشبكة التي يمكنه التواصل عبرها، وغيرها. يساهم AppArmor في منع الهجمات المحتملة التي قد تستغلّ وجود ثغراتٍ في تطبيقٍ معيّن، فتقوم بتقييد أضرارها داخل إطار محدّد سلفًا.
UFW (Uncomplicated Firewall)
يُعدّ UFW واجهةً سهلة الاستخدام لإدارة جدار الحماية القائم على iptables، وهو يقدّم للمستخدمين أداة سطر أوامر سهلة لضبط القواعد المتعلقة بالترافيك الشبكيّ. على سبيل المثال، يمكن للمستخدم تفعيل جدار الحماية وفتح منفذ محدد للسماح باتصالاتٍ واردة على خدمةٍ بعينها. ورغم سهولته الظاهرة، فإن UFW يوفّر إمكانية التخصيص العميق، بما يناسب المستخدمين المحترفين. وغالبًا ما تكون القيم الافتراضية التي يأتي بها UFW كافيةً لحماية معظم الأجهزة المكتبية المنزلية.
آلية تشفير القرص (Full Disk Encryption)
يستطيع المستخدم اختيار تشفير القرص الصلب بالكامل أثناء تثبيت أوبونتو، ما يحمي بياناته في حال فقدان الجهاز أو سرقته. يعتمد التشفير عادةً على أسلوب LUKS (Linux Unified Key Setup)، وهو معيارٌ مفتوحٌ يُتيح تشفيرًا قويًا مع بعض خيارات الإدارة الأخرى. كما يمكن للمستخدم طلب كلمة مرور قبل إقلاع النظام لفك التشفير. ويأتي هذا الخيار مع تحذيراتٍ ضروريةٍ حول فقدان البيانات في حال نسيان كلمة المرور، فيجب على المستخدم اتخاذ الاحتياطات وعمل نسخٍ احتياطية.
التحديثات الأمنية التلقائية
تُفعَّل في أوبونتو ميزة التحديثات التلقائية للبرامج الرئيسة والتحديثات الأمنية حال إطلاقها، ويمكن إدارتها من خلال واجهة برمجية رسومية تُدعَى “Software Updater”، أو عبر الأوامر النصية مثل apt update & apt upgrade. بفضل هذه الآلية، تضمن أوبونتو استمرار وصول الرقع الأمنية (Security Patches) ومعالجة الثغرات الجديدة، مع إمكانية تخصيص جدولة التحديثات إن كان المستخدم يودّ التحكم فيها يدويًا.
الفصل السادس: الإدارة والصيانة في أوبونتو 20.04
يحرص نظام أوبونتو على تقديم أدواتٍ تسهِّل من إدارة وصيانة النظام، سواء للمستخدم العادي أو للمحترفين. يتجلّى هذا من خلال تركيز النظام على واجهة رسومية سلسة “Settings” لإدارة الشبكات والحسابات والتخزين، وفي الوقت نفسه يتوفّر سطر أوامر متقدّم عالي المرونة يُتيح تنفيذ المهام بدقةٍ وسرعة.
أدوات الإدارة الرسومية
في واجهة GNOME، يمكن الوصول إلى الإعدادات الشاملة من خلال تطبيق “Settings”. وهناك تُقسم الإعدادات إلى فئاتٍ مثل: الشبكة، والاتصال اللاسلكيّ، والشاشات، واللغة، والتاريخ والوقت، وغيرها. كما تقدّم أوبونتو تطبيقًا يُسمّى “Software & Updates” يتيح للمستخدم إدارة المستودعات البرمجية الرسمية والخاصة، فضلًا عن إعداداتٍ متعلقةٍ بتحديثات الأمان وتحديثات البرامج.
أدوات الإدارة عبر سطر الأوامر
تُعدّ واجهة سطر الأوامر (Terminal) عصبًا أساسيًا في أي نظام لينكس، وهي توفر إمكاناتٍ هائلةً للمستخدمين الراغبين في تنفيذ مهام متعددة بدقة عالية. فيما يلي بعض الأدوات المفيدة في أوبونتو 20.04:
- apt: لإدارة الحزم وتحديث النظام.
- snap: لتثبيت برامج الـ Snap وإدارتها.
- systemctl: لإدارة الخدمات (Services) وإيقافها أو إعادة تشغيلها.
- journalctl: لقراءة السجلات (Logs) والتشخيص.
- ufw: للتحكم في جدار الحماية وحماية المنافذ المفتوحة.
من أهم مميّزات سطر الأوامر أنّه يسمح للمستخدم بكتابة سكريبتات لأتمتة المهام المتكررة، وإجراء عملياتٍ على عددٍ كبيرٍ من الملفات أو الحزم في آنٍ واحدٍ. وهذا يمثّل قيمةً عظيمةً للمحترفين الذين يديرون مئات الحواسيب أو الخوادم.
أنظمة النسخ الاحتياطي
أحد العناصر المهمّة لأي نظام تشغيل هو توفير أدواتٍ مرنة للنسخ الاحتياطيّ. في أوبونتو 20.04، توجد أداةٌ تُسمّى “Déjà Dup” مضمَّنة افتراضيًا في بعض الإصدارات، وهي واجهة رسومية تسهِّل عمل نسخٍ احتياطية دورية للملفات المهمة أو الأدلة المحددة. كما يوفّر النظام إمكاناتٍ متقدمة للنسخ الاحتياطيّ واستعادة النظام (مثل أدوات Timeshift) يمكن تثبيتها من المستودعات، مما يسمح باسترجاع النظام في حال حدوث خطأ جسيم أو فشل في مكوناتٍ رئيسية.
الفصل السابع: الدعم طويل الأجل (LTS) وأهميته للشركات والمؤسسات
تتميّز أوبونتو بإصدارين رئيسيين في كل سنة: أحدهما في أبريل والآخر في أكتوبر، ويحمل كلٌ منهما رقم إصدارٍ متتابع (مثل 20.04 و20.10). غير أنّ إصدارات أبريل في السنوات الزوجية (مثل 20.04، 22.04) غالبًا ما تكون إصدارات “LTS” تُقدِّم خمس سنواتٍ من الدعم والتحديثات الأمنية المستمرة. يمثّل هذا العامل فارقًا مهمًّا للشركات والمؤسسات التي تعتمد على استقرار أنظمتها إلى حدٍّ بعيد، إذ تضمن هذه الإصدارات بيئةً مدعومة على المدى الطويل بحيث لا تحتاج إلى ترقياتٍ كبيرةٍ كل ستة أشهر.
تشمل مزايا الإصدارات الداعمة طويل الأجل (LTS) ما يلي:
- الاستقرار والموثوقية لفتراتٍ طويلةٍ دون تغييراتٍ جذريةٍ قد تربك المستخدمين أو تحطم توافقاتٍ قائمة.
- إمداد مستمرّ بالتصحيحات الأمنية (Security Patches) وتحديثات النواة لتلافي الثغرات والمخاطر.
- إتاحة وقتٍ كافٍ للشركات لاختبار التحديثات قبل تطبيقها على بيئات الإنتاج.
- توافر دعم تقنيٍ من مجتمعٍ نشطٍ وواسع الانتشار، إضافةً لخدمات الدعم المدفوع من Canonical.
بالنسبة لأوبونتو 20.04، فقد امتد دعمه حتى عام 2025 ضمن الدعم الافتراضي، ثم يمكن مدّه حتى عشر سنواتٍ ضمن ما يُعرف بـ “Extended Security Maintenance (ESM)” أو الدعم الأمني المُمتدّ، والذي تُوفّره Canonical مقابل رسومٍ إضافيةٍ لبعض القطاعات، مثل المؤسسات المالية أو الجهات الحكومية التي تحتاج إلى فترات أطول من الحماية.
الفصل الثامن: أوبونتو 20.04 في بيئات الخوادم والحوسبة السحابية
ورغم أنّنا نتناول في المقال تحديدًا الجانب المكتبيّ من أوبونتو 20.04، لكن من الضروريّ التطرّق لجوانب الانتشار الواسع لهذه التوزيعة في خوادم الإنترنت وفي مراكز البيانات والحوسبة السحابية. إذ تُعد أوبونتو من أكثر توزيعات لينكس انتشارًا في استضافة الخوادم وتقديم الخدمات الإلكترونية. يرجع ذلك إلى عدة عوامل، أهمّها الاستقرار والدعم طويل الأجل، إضافةً إلى توفر دعمٍ تقني متخصّص لمختلف طبقات البنية التحتية.
في السياق السحابيّ، تتوافر صور أوبونتو 20.04 لجميع مزوّدي الخدمات السحابية الرئيسيين مثل AWS، وMicrosoft Azure، وGoogle Cloud Platform. توفِّر هذه الصور بيئةً جاهزةً للتشغيل والإدارة، بما يتوافق مع حاجات المطوِّرين والشركات الناشئة التي تبحث عن نشر تطبيقاتها بسرعة وبشكلٍ يعتمد عليه. كما تُزوِّد Canonical نسخةً مصغرةً تُسمّى Ubuntu Core تستهدف إنترنت الأشياء (IoT) والأجهزة المدمجة، وتستند هي الأخرى إلى سناب في إدارة الحزم، مما يدلّ على شمولية النظام وقدرته على التكيّف مع مختلف المنصّات والسيناريوهات.
الحوسبة عالية الأداء (HPC)
في مجال الحوسبة الفائقة الأداء (HPC)، يُعدّ أوبونتو خيارًا متزايد الانتشار. ويعود ذلك لدعم أوبونتو الجيد لأدوات ومكتبات HPC مثل OpenMPI وSlurm، إضافةً إلى التوافق المستمر مع أحدث إصدارات النواة وعتاد المعالجة. ورغم أنّ التوزيعات الأخرى، كـ CentOS (سابقًا) وRocky Linux بعده، لطالما كانت شائعةً في مؤسسات HPC، فإن أوبونتو شهدت في السنوات الأخيرة تبنّيًا أوسع في قطاعات الأبحاث والجامعات، نظرًا لسهولة استخدامها ووفرة مستودعات الحزم.
كما تكمُن قوّة أوبونتو في وفرة المجتمع حولها؛ إذ توجد مجموعات بحثية كثيرة تعتمد عليها، ممّا يتيح تبادل المعرفة والدعم الفني بشكلٍ أكبر. وبالنسبة للبرامج المتخصصة في HPC مثل أدوات المحاكاة في مجالات الفيزياء والكيمياء والذكاء الاصطناعيّ، فإن معظمها يتوافر من خلال مستودعات أوبونتو الرسمية أو مستودعات الطرف الثالث، ويُعدّ التثبيت والتحديث فيها سهلًا نسبيًا مقارنةً ببعض التوزيعات الأخرى.
الفصل التاسع: الأداء واستهلاك الموارد في بيئات مختلفة
يُشكل عامل الأداء واستهلاك الموارد عنصرًا مهمًّا عند المقارنة بين الأنظمة المختلفة. ويسعى الكثير من المستخدمين إلى اختيار النظام الذي يستطيع استغلال عتاد الأجهزة المتاح بأفضل صورة. في أوبونتو 20.04، نلحظ تطوّرًا بارزًا في الأداء، خصوصًا في واجهة GNOME. فمن المعروف أنّ GNOME تاريخيًا كان يحمل سمعةً بكونه “ثقيلًا” نوعًا ما على الأجهزة الضعيفة، إلّا أنّه في السنوات الأخيرة جرت تحسيناتٌ مستمرّة هدفت إلى تقليل استهلاك الذاكرة والموارد الرسومية.
الأداء على الحواسيب المكتبية القوية
عند تشغيل أوبونتو 20.04 على حاسوبٍ مكتبيّ بمواصفات حديثة – مثل معالجٍ متعدد النوى وذاكرة RAM وفيرة وبطاقة رسومية متطوّرة – يمكن للمستخدم الحصول على تجربة سلسة للغاية في التطبيقات المكتبية الشائعة، وتحرير الوسائط المتعددة، وحتى بعض الألعاب المدعومة على لينكس. كما يفيد محبّو تطوير البرمجيات من توافر بيئاتٍ جاهزة لـ Docker و Kubernetes، حيث يُمكن تثبيتها بمنتهى السهولة وإدارتها بشكلٍ مدمجٍ مع أدوات أوبونتو.
الأداء على الأجهزة الضعيفة أو القديمة
بالنسبة للأجهزة القديمة أو تلك ذات الإمكانات المحدودة، فقد يفضّل المستخدمون استخدام نكهاتٍ أخرى من أوبونتو مُصمّمة لتكون خفيفة مثل Xubuntu (الذي يعتمد على Xfce)، أو Lubuntu (الذي يعتمد على LXQt). ومع ذلك، فإنّ إصدار أوبونتو الرئيسيّ مع GNOME 3.36 بات أكثر قبولًا في النطاق المتوسط للأجهزة القديمة مقارنة بإصدارات GNOME السابقة. إذ يمكن توسيع الذاكرة الافتراضية (SWAP) وضبط بعض الإعدادات لتحقيق استهلاكٍ منخفضٍ للموارد، مثل إيقاف تشغيل الرسوميات المتحركة والتحكّم في الخدمات التي تعمل في الخلفيّة.
تحسينات الأداء في الإصدار 20.04
- تنقيحات في تركيب GNOME Shell: تقليل استهلاك المعالج عند الانتقال بين الأنشطة (Activities) وعند فتح التطبيقات.
- Memfd: دعم ميزة Memfd للنوافذ المؤقتة في GNOME، مما يحسّن أداء الاستخدام.
- تحسينات في Mutter: Mutter هو مدير النوافذ في GNOME، وقد أُجريت عليه تحسينات لزيادة ثبات الإطارات في الرسوميات.
هذه التحسينات مجتمعةً منحت الإصدار 20.04 تفوّقًا نسبيًا في الأداء على الإصدارات السابقة، ما جعل النظام متينًا ومرنًا لمن يرغب في استخدامه على أجهزة متنوعة.
الفصل العاشر: مجتمع أوبونتو وسهولة الوصول للمساعدة
يتكوّن مجتمع أوبونتو من مئات الآلاف من المستخدمين والمطوّرين وخبراء النظم، وهو من أكثر المجتمعات حيويةً في عالم المصادر المفتوحة. يحظى المستخدم الجديد بفرص كبيرةٍ للتعلّم والحصول على المساعدة عبر منتديات أوبونتو الرسمية (Ubuntu Forums)، ومنصّات السؤال والجواب العالمية مثل Ask Ubuntu. وحتى على مستوى الشبكات الاجتماعية، هناك مجموعاتٍ وصفحاتٍ تدعم المستخدمين وتوفِّر لهم إجاباتٍ سريعة للأسئلة والمشكلات التقنية التي قد يواجهونها.
كما تتوافر للمستخدم العربي مصادرٌ كثيرةٌ بالعربية تشرح أساسيات النظام وكيفية تثبيته وإدارته، إضافةً إلى منصّاتٍ تعليمية وتنظيم “لقاءات أونلاين” وورش عملٍ عن أوبونتو. ويعود الفضل في ذلك إلى الطبيعة المجتمعية للنظام، التي تسمح بإنشاء فرق محلية (LoCo Teams) خاصة بكل بلد، تُنفّذ نشاطاتٍ على أرض الواقع، وتساهم في ترجمة الواجهات والوثائق الرسمية.
آلية الإبلاغ عن العلل وإسهام المجتمع في التطوير
من السمات الإيجابية في أي مشروعٍ مفتوح المصدر آلية جمع الملاحظات من المستخدمين ومعالجتها. في أوبونتو، يمكن تقديم تقارير الأخطاء والعلل عبر أداة ubuntu-bug التي تجمع المعلومات اللازمة عن النظام والتطبيق المرتبط بالمشكلة وتُرسلها إلى منصة Launchpad؛ وهي منصة تتبع Canonical لتتبع الأخطاء والمشاركة في تطوير البرمجيات. تمكّن هذه الآلية المطوّرين من فهم المشكلات وحلّها، مع إشراك المجتمع في عملية الاختبار. وبالتالي، يستفيد المستخدم النهائي من دورةٍ سريعةٍ لتحسين النظام وزيادة جودته.
الفصل الحادي عشر: التطبيقات والتكامل مع البرمجيات الخارجية
يرتكز نجاح أي نظام تشغيل على توفر مجموعةٍ واسعةٍ من التطبيقات الضرورية لاحتياجات المستخدمين المختلفة. وفي أوبونتو 20.04، يجد المستخدم تشكيلةً كبيرةً من التطبيقات الافتراضية والاختيارية في شتى المجالات. فمثلًا في حزمة المكتب، تُعدّ LibreOffice الخيار الافتراضيّ لتعديل النصوص وجداول البيانات والعروض التقديمية، إضافةً لتوافقيةٍ جيدة مع مستندات مايكروسوفت أوفيس. أمّا في جانب تصفح الإنترنت، يتوافر فيرفكس (Firefox) متصفّحًا افتراضيًا، مع إمكانية تثبيت متصفّحاتٍ أخرى عبر Snap أو APT مثل جوجل كروم أو مايكروسوفت إيدج.
أما على صعيد التصميم وتحرير الصور، فيمكن تثبيت تطبيق GIMP بسهولة، وهو بديلٌ قويٌ ومفتوح المصدر للفوتوشوب. كما يمكن العثور على برنامج Inkscape لتصميم الرسوميات المتجهة، ويُعتبر بديلًا احترافيًا لأدوات التصميم الشائعة. وبالنسبة للمستخدمين المهتمّين بالموسيقى، يمكنهم تثبيت تطبيق Audacity لتسجيل وتحرير الصوت، أو LMMS لإنشاء المقاطع الموسيقية والإنتاج الموسيقي الرقمي.
التطبيقات الاحترافية والبرامج المغلقة
من اللافت للنظر أنّ العديد من التطبيقات الاحترافية مغلقة المصدر بدأت تدعم لينكس بشكل مباشرٍ أو غير مباشر. فمثلًا باتت شركة Autodesk توفّر بعض الخدمات على السحابة بدعمٍ أساسيٍّ لنظام لينكس، ويمكن تشغيل بعض برامج Adobe تحت طبقة التوافق Wine أو باستخدام الحاويات الافتراضية. ورغم أنّ هذه الخيارات لا ترقى لتجربةٍ أصليةٍ في بعض الأحيان، فإنّها تسدّ احتياجات كثيرٍ من المستخدمين المحترفين.
على صعيدٍ آخر، تكامل أوبونتو 20.04 مع خدمات السحابة شائعٌ جدًا، إذ يمكن مزامنة الملفات عبر Nextcloud أو ownCloud وغيرها من الحلول السحابية المفتوحة المصدر. وتتيح أوبونتو للمستخدم تنزيل العملاء (Clients) الخاصة بهذه الخدمات، أو إجراء مزامنةٍ يدوية عبر بروتوكولات WebDAV وFTP وغيرهما.
الفصل الثاني عشر: الخطوات الأساسية لتثبيت أوبونتو 20.04 واستخدامه
يعتمد تثبيت أوبونتو 20.04 على واجهةٍ رسوميةٍ سهلة الاستخدام تُسمّى Ubiquity تتيح للمستخدم اتباع خطواتٍ مبسّطةٍ لإعداد القرص الصلب واللغة والموقع الجغرافي. فيما يلي نظرة شاملة على الخطوات الأساسية:
- تحميل ملف ISO: يمكن الحصول على ملف الأيزو الرسمي من موقع أوبونتو (Ubuntu.com)، أو من مواقعٍ موثوقةٍ أخرى.
- إنشاء وسائط التثبيت: نسخ ملف الأيزو على ذاكرة USB باستخدام أدوات مثل “Rufus” أو “Etcher”.
- إقلاع الجهاز من USB: بعد إدخال الذاكرة وإعادة تشغيل الحاسوب، يجب اختيار الإقلاع من USB في إعدادات الـ BIOS أو UEFI.
- اختبار النظام (Live Session): يمكن تشغيل النظام في وضع تجريبي لاختبار التوافق مع العتاد، قبل التثبيت النهائي.
- التثبيت: يُطالب المستخدم باختيار اللغة وتحديد إعدادات اللوحة المفاتيح، ثم تقسيم القرص (أو استخدام التقسيم التلقائي)، مع إمكانية تفعيل التشفير الكامل للقرص.
- إعدادات الموقع والحسابات: تُحدَّد المنطقة الزمنية واسم المستخدم وكلمة المرور، ويمكن اختيار تسجيل الدخول التلقائي أو طلب كلمة المرور عند كل إقلاع.
- الانتهاء: بعد إكمال العملية، يعيد النظام التشغيل ويكون أوبونتو 20.04 جاهزًا للاستخدام.
ومن هنا يبدأ المستخدم باستكشاف سطح المكتب، وتثبيت التحديثات المتاحة، وضبط الواجهة تبعًا لاحتياجاته الشخصية أو المهنية.
الفصل الثالث عشر: آفاق التطوير المستقبلي وتوجهات أوبونتو
بما أنّ أوبونتو من أكثر توزيعات لينكس نشاطًا وتطوّرًا، فإن مسارها المستقبلي يظلّ في حالة نموّ وتوسّع دائم. وفي السنوات الأخيرة، اتخذت Canonical خطواتٍ لتعزيز موقع أوبونتو في مجالاتٍ عدّة، مثل:
- الذكاء الاصطناعيّ وتعلّم الآلة: مع تزايد الاهتمام بنماذج التعلم العميق (Deep Learning)، تُوفَّر مكاتب جاهزة مثل TensorFlow وPyTorch بشكلٍ سهل التثبيت من مستودعات أوبونتو أو عن طريق Snap.
- إنترنت الأشياء: تأتي مبادرة Ubuntu Core لتعزيز حضور النظام في عالم إنترنت الأشياء (IoT)، حيث تضمن سناب تحديثًا آليًا للتطبيقات والبرامج الثابتة.
- أمن المعلومات: يستمرّ تطوير AppArmor وتقنيات العزل؛ ما يمهِّد لمزيدٍ من الحماية في البيئات الإنتاجية.
- الحوسبة السحابية والحاويات: حزم دعم Kubernetes وDocker تتضاعف، مع الاهتمام بأتمتة البنية التحتية وتقديم أدوات DevOps للمهندسين.
من المتوقع أن تستمرّ أوبونتو في تعزيز موقعها كخيارٍ آمنٍ ومستقرٍّ لكلٍّ من المستخدم العادي والمؤسسات العملاقة. ويعتمد هذا على المجتمع العالمي النشط الذي يشارك بانتظام في تطوير المشاريع المفتوحة المصدر، وعلى النشاط التسويقيّ لشركة Canonical من أجل الوصول إلى أسواقٍ جديدة ودعم مستخدمين جدد.