مقدمة عامة عن تقنية الريد (RAID)
تُعدّ تقنية الريد (RAID) واحدة من أكثر التقنيات شيوعًا في عالم تخزين البيانات وإدارتها، وقد حظيت باهتمام كبير من قبل الشركات والمؤسسات بمختلف أحجامها وأهدافها. يشير مصطلح RAID إلى اختصار عبارة: **Redundant Array of Independent Disks** والتي تعني تجمُّعًا من الأقراص المستقلة لتوفير أداء أفضل أو موثوقية أعلى أو كليهما. والهدف الأساسي من استخدام الريد هو دمج عدة أقراص صلبة (أو أقراص حالتية صلبة SSD) في كيان تخزيني واحد يقدّم إمّا زيادة في سرعة القراءة والكتابة على البيانات، أو زيادة في مستويات الحماية والموثوقية أمام الأعطال، أو مزيجًا من الاثنين.
شهدت تقنية الريد تطورًا هائلًا منذ ظهورها لأول مرة في ثمانينيات القرن الماضي، إذ انتقلت من مفهوم بسيط يقوم على دمج قرصين معًا لتحقيق أداء أعلى، لتصبح اليوم منظومة معقّدة تستطيع الاستفادة من العديد من الأقراص المادية بطريقة منسّقة ومتكاملة. تسمح مستويات الريد المختلفة، والتي يُشار إليها غالبًا بالأرقام مثل RAID 0 وRAID 1 وRAID 5 وغيرها، بالاختيار من بين سيناريوهات متنوّعة لتلبية احتياجات معيّنة من حيث الأداء أو الحماية أو سعة التخزين.
الفصل الأول: الخلفية التاريخية لتقنية الريد (RAID)
1.1 ظهور الحاجة إلى تقنيات تخزين متقدمة
مع ازدياد اعتماد الشركات والأفراد على الحواسيب منذ سبعينيات القرن الماضي، أصبحت مسألة إدارة البيانات وتخزينها تشكّل تحديًا كبيرًا. كانت الأقراص الصلبة التقليدية ذات سعات محدودة وأسعار مرتفعة نسبيًا، مما شكّل عائقًا أمام توسع بيئات الحوسبة ونمو قواعد البيانات والتطبيقات التجارية. وقد تطورت الاحتياجات التخزينية في مؤسسات مختلفة؛ فبدأت البنوك بحاجة إلى تخزين سجلات عملائها باستمرار، بينما تطلبت قطاعات البحث العلمي والإنتاج الإعلامي مساحات هائلة لتخزين الملفات الكبيرة كالصوت والفيديو والبيانات العلمية.
في تلك الفترة، لم يكن لدى الشركات خيارات عديدة للتعامل مع النمو السريع للبيانات. فإما أن تستخدم أقراصًا صلبة من نوع واحد بسعة أكبر وبأسعار باهظة، أو أن تلجأ إلى أنظمة نسخ احتياطية خارجية تتطلب إجراءات طويلة ومعقدة. الأمر الذي دفع الباحثين في الجامعات والمختبرات التقنية إلى التفكير بطرق إبداعية تجمع بين عدة أقراص صلبة رخيصة الثمن نسبيًا لتشكيل وحدة تخزين أكبر.
1.2 بدايات مفهوم الريد في الثمانينيات
ظهر مفهوم الريد لأول مرة بشكل رسمي عام 1987 في ورقة بحثية شهيرة نشرتها مجموعة من الباحثين في جامعة بيركلي في كاليفورنيا، أبرزهم ديفيد باترسون وديفيد جيبسون وراندي كاتز. حملت الورقة عنوان: “A Case for Redundant Arrays of Inexpensive Disks (RAID)” وكانت تهدف إلى تقديم نظرية تُظهر إمكانية استخدام أقراص صلبة رخيصة الثمن (في ذلك الوقت كانت تسمى “Inexpensive Disks”) لتكوين مصفوفة تخزينية واحدة ذات سعة أكبر وأداء أعلى أو موثوقية أعلى.
أعطت هذه الورقة البحثية الشرارة الأولى لتطوير مستويات RAID المعروفة. وقد اقترح الباحثون آنذاك عدة مستويات مختلفة لـ RAID بين RAID 1 وRAID 5، كل منها يقدم مزيجًا مختلفًا من الأداء والتكرار والموثوقية.
1.3 تطور مستويات الريد وانتشارها
خلال أواخر الثمانينيات والتسعينيات، بدأت الشركات المصنعة للأقراص الصلبة ووحدات التخزين تدرك القيمة الكبيرة لتقنية الريد. بدأت تظهر حلول RAID فعلية تطبَّق إما عبر أجهزة تحكم RAID مخصصة (Hardware RAID Controllers) أو من خلال برمجيات خاصة (Software RAID) تعمل ضمن أنظمة التشغيل. وقد شجّع انخفاض أسعار الأقراص الصلبة وتقدّم التقنيات التصنيعية على انتشار استخدام الريد في مراكز البيانات (Data Centers) والمشاريع التجارية الكبرى.
مع دخول القرن الحادي والعشرين، ومع نمو الإنترنت ونشوء تطبيقات الويب الضخمة وازدهار مراكز البيانات العملاقة، أصبحت تقنية الريد عنصرًا أساسيًا لا يمكن الاستغناء عنه في البنية التحتية لتخزين البيانات. وقد أُضيفت تحسينات كبيرة على واجهات التوصيل (SCSI وSAS وSATA) وعلى أساليب التشفير والتجزئة والتضخيم، ما جعل نشر الريد في مختلف القطاعات من الأمور الشائعة والمألوفة.
1.4 الريد اليوم: الموثوقية والأداء في بيئة متسارعة
تُعدّ تقنية الريد اليوم واحدة من الأعمدة الأساسية في بنية التخزين الحديثة. وعلى الرغم من ظهور تقنيات جديدة مثل التخزين السحابي (Cloud Storage) والأقراص حالتية صلبة (SSD) السريعة، ما زالت فكرة دمج الأقراص الصلبة في مصفوفات RAID لتوفير الحماية والأداء من الخيارات المفضّلة في بيئات العمل المختلفة. وتكمن قوة الريد في قدرته على التكيف مع متطلبات كل نظام؛ إذ يمكن للمستخدم اختيار مستوى RAID يحقق التوازن الأنسب بين الأداء والحماية.
في الفصول التالية، سيتم التعمق في تفاصيل مستويات الريد، وبنية عمل كل مستوى، والاعتبارات العملية لاختيار المستوى المناسب. كما سيتم التطرق إلى أحدث التقنيات والأبحاث في هذا المجال، مع عرض أمثلة ودراسات حالة تعبِّر عن الفوائد الواقعية للريد وكيفية الاستفادة القصوى منه في مشاريع تقنية المعلومات الحديثة.
الفصل الثاني: الأساس النظري لتقنية الريد
2.1 التعريف الدقيق لتقنية الريد
تقوم تقنية الريد على مبدأ بسيط من الناحية المفاهيمية: جمع عدة أقراص مستقلة لإنشاء وحدة تخزين واحدة ذات مزايا تفوق الأقراص المنفردة. يمكن تحقيق هذه المزايا بعدة طرق أهمها:
1. **تحسين الأداء**: من خلال توزيع عمليات القراءة والكتابة على أكثر من قرص في آن واحد.
2. **تحسين التوافر (High Availability)**: يُقصد به القدرة على توفير خدمات التخزين باستمرار حتى في حال تعرض أحد الأقراص للتعطل.
3. **زيادة الموثوقية (Reliability)**: باستخدام تقنيات التكرار (Mirroring) أو تخزين معلومات البارتي (Parity).
4. **زيادة السعة التخزينية**: حيث يتم جمع سعات الأقراص في حيز تخزيني أوسع.
من الناحية العملية، تعتمد مستويات RAID على مفاهيم ثلاثة رئيسية: **التجزئة (Striping)** و**التكرار (Mirroring)** و**التدقيق (Parity)**. يختلف توظيف هذه المفاهيم باختلاف مستوى الريد، مما ينعكس مباشرة على أداء المنظومة ودرجة حمايتها للبيانات.
2.1.1 مفهوم التجزئة (Striping)
– في تقنية التجزئة يتم تقسيم البيانات إلى كتل صغيرة (Stripes) توزّع على الأقراص. يعني ذلك أنه عند كتابة ملف على مصفوفة RAID تحتوي على عدة أقراص تعمل بالتجزئة، سيُقسّم الملف إلى أجزاء متعددة يذهب كل جزء منها إلى قرص مختلف.
– يساعد هذا التوزيع في زيادة سرعة القراءة والكتابة بشكل كبير، لأن النظام يمكنه قراءة/كتابة عدة كتل بيانات بالتوازي.
– لكن العيب الأبرز للتجزئة وحدها هو أنه إذا تعطل أحد الأقراص، فقد تفقد البيانات كليًا أو جزئيًا (بحسب ما إذا كان هناك تدقيق أو تكرار).
2.1.2 مفهوم التكرار (Mirroring)
– يقوم مبدأ التكرار على إنشاء نسخة مطابقة من البيانات على قرص آخر أو أكثر. ففي أبسط سيناريو، عند وجود قرصين في وضع التكرار، يتم كتابة نفس البيانات على القرصين في نفس الوقت.
– يضمن هذا الأسلوب عدم فقدان البيانات في حال تعطل أحد الأقراص، إذ تُستخدم النسخة الموجودة على القرص الآخر.
– أهم عيب في التكرار هو انخفاض فعالية استخدام السعة التخزينية. فمثلاً عند تكرار البيانات على قرصين، يتم التضحية بنصف السعة التخزينية الكلية.
2.1.3 مفهوم التدقيق (Parity)
– يعتمد التدقيق على إضافة معلومات إضافية إلى البيانات تُسمَّى معلومات البارتي (Parity) أو التحقق، وتُستخدم لإعادة بناء البيانات في حال تعطل أحد الأقراص.
– عند استخدام التدقيق، يتم توزيع هذه المعلومات على الأقراص بطريقة محددة وفقًا لمستوى RAID المستخدم.
– يمثل هذا الحل وسطًا بين استخدام التكرار الكامل (والذي يهدر الكثير من السعة التخزينية) وبين الاقتصار على التجزئة (الذي يعرض البيانات للضياع عند تعطل أي قرص).
2.2 البنية الأساسية لنظام RAID
على المستوى الفعلي، يتكون نظام الريد من العناصر التالية:
1. **مجموعة من الأقراص الفيزيائية (Physical Disks)**: قد تكون أقراصًا صلبة تقليدية (HDD) أو أقراص حالتية صلبة (SSD). يجب تحديد عدد الأقراص المطلوب حسب مستوى الريد المختار.
2. **وحدة تحكم RAID (RAID Controller)**: وهي إما بطاقة تحكم خارجية أو مدمجة باللوحة الأم أو جزء من نظام تشغيل، تتحكم في كيفية إدارة البيانات عبر الأقراص وإجراء عمليات القراءة والكتابة والتدقيق.
3. **البرمجيات/البرامج الثابتة (Firmware/Software)**: تدير العمليات المنطقية مثل تقسيم البيانات إلى كتل وإضافة معلومات البارتي وإعادة بناء الأقراص في حال حدوث أعطال.
4. **نظام الملفات (File System)**: يركب على المصفوفة الناتجة ليتعامل المستخدم مع RAID كوحدة تخزينية واحدة على مستوى نظام التشغيل.
2.2.1 أنواع وحدات تحكم RAID
– **RAID المادي (Hardware RAID)**: ينفذ من خلال بطاقة تحكم خاصة أو متحكم مدمج على اللوحة الأم. يتميز بأداء عالٍ نظرًا لتوفيره لمعالج مخصص لإدارة عمليات RAID، مما يخفف العبء عن المعالج الرئيسي للنظام.
– **RAID البرمجي (Software RAID)**: ينفذ من خلال نظام التشغيل (مثل استخدام mdadm في لينكس أو ميزة Storage Spaces في ويندوز). يعد خيارًا اقتصاديًا ويقدم مرونة كبيرة، ولكنه قد يحمّل المعالج الرئيسي المزيد من الأعباء الحسابية.
2.2.2 آلية قراءة وكتابة البيانات في الريد
تختلف آلية قراءة وكتابة البيانات بين مستويات RAID المختلفة، ولكن الأساس واحد:
1. يتم تقسيم البيانات إلى كتل (Stripes) أو إنشاؤها بنسخ متطابقة أو مدمجة بمعلومات البارتي.
2. عند القراءة، تُستخدم ذات الاستراتيجية؛ إذا كان هناك تجزئة، يتم استدعاء البيانات من عدة أقراص بالتوازي. وإذا كان هناك تكرار، يتم جلب البيانات من نسخة واحدة. أما إن وجد تدقيق (Parity)، فيمكن استخدامه للتحقق من سلامة البيانات أو إعادة بنائها عند الحاجة.
2.3 العوامل المؤثرة في أداء وموثوقية RAID
1. **عدد الأقراص**: كلما زاد عدد الأقراص في مصفوفة RAID، أمكن تحقيق أداء أعلى عبر آليات التجزئة، كما ارتفعت قدرة النظام على توفير حماية إضافية للبيانات باستخدام تقنية التدقيق أو التكرار.
2. **سرعة الأقراص**: تلعب سرعة دوران الأقراص (في حالة HDD) أو سرعة نقل البيانات (في حالة SSD) دورًا حاسمًا في أداء المنظومة، إذ تتأثر جميع عمليات القراءة والكتابة بالسرعة الأساس لكل قرص.
3. **مستوى RAID المستخدم**: يعد اختيار مستوى RAID المناسب أهم قرار، إذ يحدّد ما إذا كان التركيز على الأداء أم الحماية أم كلاهما.
4. **نوع وحدة تحكم RAID**: تتفوق وحدات التحكم المادية في الأداء والاستقرار عادةً على وحدات التحكم البرمجية، خاصة في البيئات عالية التحميل.
5. **واجهة التوصيل (Interface)**: مثل SATA، SAS، أو NVMe. فكل واجهة تملك حدودًا مختلفة لسرعة نقل البيانات وعرض النطاق الترددي.
الفصل الثالث: مستويات RAID التقليدية (RAID Levels)
توجد عدة مستويات معروفة من RAID، تحمل تسميات رقمية (مثل RAID 0، RAID 1، RAID 5، وهكذا). وفيما يلي تفصيل لأبرز المستويات التقليدية:
3.1 مستوى RAID 0
3.1.1 نظرة عامة
– يُعرف بـ **Striping فقط**.
– يركز بشكل أساسي على الأداء والسعة، إذ يوزع البيانات على جميع الأقراص.
– لا يوجد أي تكرار أو معلومات بارتي، ما يجعل البيانات عرضة للفقد في حال تعطل قرص واحد فقط.
3.1.2 آلية العمل
– عند كتابة ملف ما، يتم تقسيمه إلى كتل (Stripes) متساوية في الحجم، ثم تُكتب هذه الكتل على الأقراص بشكل متتابع.
– عند القراءة، يتم سحب الأجزاء بالتوازي من الأقراص، مما يضاعف سرعة القراءة والكتابة بعدد الأقراص المستخدَمة.
3.1.3 المزايا
1. **أداء عالٍ جدًا**: مثالي للتطبيقات التي تحتاج إلى سرعة نقل بيانات كبيرة مثل تحرير الفيديو أو معالجة الرسومات.
2. **استغلال السعة الكلية**: مجموع سعات الأقراص يُستخدم بشكل كامل.
3.1.4 العيوب
1. **انعدام الحماية**: تعطل قرص واحد يودي بفقدان كل البيانات.
2. **ارتفاع احتمالية الفشل الكلي**: لأن عدد الأقراص أكثر، وبالتالي ازدياد فرصة تعطل أحدها.
3.1.5 حالات الاستخدام
– مناسب للبيئات التي تكون فيها السرعة أولوية مطلقة ولا تعتبر الحماية أو النسخ الاحتياطي داخل المصفوفة أمرًا حاسمًا.
– مثال على ذلك: أنظمة تشغيل مؤقتة للألعاب أو محطات عمل تحتاج سرعة كبيرة في القراءة والكتابة.
3.2 مستوى RAID 1
3.2.1 نظرة عامة
– يُعرف بـ **Mirroring**.
– يتم فيه حفظ نسخة مكررة من البيانات على قرص آخر أو أكثر.
– يوفر حماية عالية للبيانات على حساب الفاقد الكبير في السعة.
3.2.2 آلية العمل
– عند كتابة البيانات، تُكتب في الوقت نفسه على قرصين أو أكثر.
– عند القراءة، يمكن للنظام اختيار أي نسخة من البيانات. وغالبًا يُقرأ من القرصين بالتوازي لتحسين الأداء.
3.2.3 المزايا
1. **حماية ممتازة**: في حال تعطل قرص، تبقى البيانات سليمة على القرص الآخر.
2. **سهولة إعادة البناء (Rebuild)**: عند استبدال القرص المعطوب، يتم نسخ البيانات إليه بسلاسة من القرص السليم.
3.2.4 العيوب
1. **انخفاض السعة المتاحة للنصف**: في حال استخدام قرصين، يتم استخدام قدرة قرص واحد فقط فعليًا.
2. **التكلفة**: يُعدّ مكلفًا لأنك تحتاج إلى ضعف عدد الأقراص لتطبيق التكرار.
3.2.5 حالات الاستخدام
– الأنظمة المهمة حيث لا يُسمح بفقدان البيانات مثل الخوادم البنكية وأنظمة قواعد البيانات الحرجة.
– محطات العمل التي تحتاج لحماية عالية ولا تمانع في التضحية بالسعة أو التكلفة.
3.3 مستوى RAID 2
3.3.1 نظرة عامة
– يُعد من المستويات القديمة وغير الشائعة.
– يعتمد على تجزئة البيانات على مستوى البت (Bit-level) واستخدام رمز تصحيح الخطأ (ECC).
3.3.2 آلية العمل
– يتم تقسيم البيانات على مستوى البت عبر عدة أقراص، ويُخصص قرص أو أكثر لتخزين رموز التصحيح.
– قدّم هذا المستوى أفكارًا أولية حول إضافة آليات تصحيح الأخطاء، لكنه استُبدل فيما بعد بمستويات أكثر كفاءة مثل RAID 5 وRAID 6.
3.3.3 المزايا والعيوب
– **المزايا**: تقديم حماية للبيانات مع تصحيح الأخطاء على مستوى البت.
– **العيوب**: تعقيد التنفيذ، والحاجة لعدد كبير من الأقراص، وعدم كفاءة مساحة التخزين، جعلته خيارًا نادر الاستخدام.
3.3.4 حالات الاستخدام
– نادر جدًا في السوق الحديث، وغالبًا لا يُنصح به نظرًا لتوفر بدائل أفضل.
3.4 مستوى RAID 3
3.4.1 نظرة عامة
– يعتمد على **التجزئة** مع وجود قرص مخصص لتخزين معلومات التدقيق (Dedicated Parity).
– يتم توزيع البيانات على مستوى البايت عادةً، مع استخدام قرص واحد لتخزين بيانات البارتي.
3.4.2 آلية العمل
– عند كتابة البيانات، يجري تقسيمها بالتساوي على الأقراص (باستثناء قرص البارتي)، وتُحسب قيمة البارتي وتُخزَّن على القرص المخصص.
– عند قراءة البيانات، يُستفاد من تجزئة البيانات على الأقراص، لكن قد يكون القرص المخصص للبارتي عبئًا مزدوجًا عند الكتابة.
3.4.3 المزايا
1. **الحماية من تعطل قرص واحد**: تسمح بيانات البارتي بإعادة بناء بيانات القرص التالف.
2. **استغلال سعة الأقراص تقريبًا**: أفضل من RAID 1 من حيث كفاءة المساحة.
3.4.4 العيوب
1. **عنق الزجاجة في قرص البارتي**: لأن كل عملية كتابة تستلزم تحديث القرص الخاص بالبارتي.
2. **أداء أقل للكتابة** مقارنةً بـ RAID 0 أو حتى RAID 1 في بعض الأحيان.
3.4.5 حالات الاستخدام
– كان شائعًا في بعض التطبيقات الضخمة التي تحتاج لسرعات قراءة عالية، لكن استخداماته اليوم محدودة مع وجود RAID 5 و6.
3.5 مستوى RAID 4
3.5.1 نظرة عامة
– مشابه لRAID 3، لكنه يوزع البيانات على مستوى الكتلة (Block-level Striping) بدل مستوى البايت.
– لا يزال هناك قرص مخصص للبارتي، مما يخلق نفس مشكلات عنق الزجاجة.
3.5.2 آلية العمل
– تُقسّم البيانات إلى كتل أكبر وتوضع على الأقراص المختلفة، في حين يخصص قرص واحد لحفظ البارتي.
– أداء القراءة يكون جيدًا لأن قراءة البيانات تتم بالتوازي، أما الكتابة فتتأثر بضرورة تحديث قرص البارتي.
3.5.3 المزايا
1. **سهولة إعادة بناء قرص تالف** بالاعتماد على قرص البارتي وبقية الأقراص.
2. **أداء قراءة مرتفع**.
3.5.4 العيوب
1. **عنق زجاجة في الكتابة**: حيث يجب تحديث قرص البارتي عند كل عملية كتابة.
2. **عدم الاستفادة المثلى من سعة التخزين** في حال زيادة عدد الأقراص.
3.5.5 حالات الاستخدام
– كحال RAID 3، يعد من المستويات الأقل شيوعًا في الوقت الحالي؛ إذ يفضل معظم المستخدمين اللجوء إلى RAID 5 لتوزيع عبء البارتي.
3.6 مستوى RAID 5
3.6.1 نظرة عامة
– يعد من أكثر مستويات RAID شيوعًا في البيئات التجارية.
– يعتمد على **Block-level Striping** وتوزيع **البارتي** على جميع الأقراص بالتناوب.
3.6.2 آلية العمل
– عند كتابة البيانات، يتم تقسيمها على الأقراص، ويُحسب البارتي لكل Stripe ويُخزّن بشكل موزَّع بالتناوب بين الأقراص.
– يزيل هذا الأسلوب مشكلة “عنق الزجاجة” التي كانت موجودة في RAID 3 و4، حيث لم يعد هناك قرص وحيد للبارتي.
3.6.3 المزايا
1. **التوازن الجيد بين الأداء والحماية والسعة**.
2. **إمكانية تحمّل تعطّل قرص واحد** وإعادة بناء البيانات دون فقد.
3. **أداء قراءة جيد جدًا** بفضل التجزئة.
3.6.4 العيوب
1. **أداء الكتابة أبطأ نسبيًا** من RAID 0 و1، بسبب الحاجة إلى حساب البارتي وتحديثه.
2. **التعقيد في إعادة البناء**: عند تعطل قرص كبير الحجم، قد تستغرق عملية إعادة البناء وقتًا طويلاً.
3.6.5 حالات الاستخدام
– مثالي لأنظمة التخزين في الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تحتاج سعة جيدة وحماية مناسبة.
– يُستخدم في الخوادم العامة وخوادم البريد الإلكتروني وقواعد البيانات متوسطة الحجم.
3.7 مستوى RAID 6
3.7.1 نظرة عامة
– يشبه RAID 5، لكنه يضيف مستوى إضافي من البارتي المزدوج (Double Parity).
– يمكنه تحمّل تعطل قرصين في الوقت نفسه.
3.7.2 آلية العمل
– يتم توزيع البيانات مع معلومات بارتي مضاعفة على جميع الأقراص.
– يسمح بوجود قرصين تالفين دون فقد البيانات، ما يوفر أمانًا أعلى مقارنة بـ RAID 5.
3.7.3 المزايا
1. **مستوى حماية مرتفع** ضد أعطال الأقراص.
2. **أداء قراءة جيد** بفضل التجزئة.
3. **خسارة أقل في السعة** مقارنةً بنظام يعتمد على التكرار الكامل مثل RAID 1.
3.7.4 العيوب
1. **أداء كتابة أقل** من RAID 5 بسبب حساب بارتي مضاعف.
2. **وقت إعادة بناء طويل** إذا كانت سعات الأقراص كبيرة.
3.7.5 حالات الاستخدام
– مناسب لبيئات التخزين الكبيرة (مثل مراكز البيانات) حيث لا بد من توفير حماية عالية مع عدد كبير من الأقراص.
– يُنصح به عند الحاجة لتقليل مخاطر الفقد أثناء عملية إعادة البناء.
3.8 مستوى RAID 10 (RAID 1+0)
3.8.1 نظرة عامة
– يُعد **RAID 10** مثالًا على ما يسمى بالمستويات المجمّعة (Nested or Hybrid RAID)، لأنه يجمع بين RAID 1 (التكرار) وRAID 0 (التجزئة).
– يتم أحيانًا الإشارة إليه باسم RAID 1+0، ويعد من أكثر الترتيبات شيوعًا في البيئات عالية الأداء والحاجة.
3.8.2 آلية العمل
– **الخطوة الأولى**: تقسيم الأقراص إلى أزواج (mirrors)، حيث يتم تكرار البيانات في كل زوج.
– **الخطوة الثانية**: يتم تطبيق RAID 0 (التجزئة) عبر تلك الأزواج.
– يوفّر هذا المزيج أداءً عاليًا للقراءة والكتابة بجانب حماية ممتازة للبيانات.
3.8.3 المزايا
1. **أداء عالٍ جدًا**: لأن كل مجموعة مكررة تعمل بالتجزئة على مستوى أعلى.
2. **حماية قوية**: تعطل قرص واحد أو حتى أكثر (في أزواج مختلفة) لا يؤدي بالضرورة إلى فقد البيانات.
3. **سرعة إعادة البناء**: إذ يكفي نقل البيانات من القرص السليم في الزوج نفسه.
3.8.4 العيوب
1. **التكلفة المرتفعة**: تحتاج إلى عدد كبير من الأقراص، حيث نصف السعة الفعلية تُفقد بسبب التكرار.
2. **التعقيد**: يحتاج إلى إدارة صحيحة وتخطيط جيد للتأكد من توزيع الأزواج بالشكل الأمثل.
3.8.5 حالات الاستخدام
– يُستعمل غالبًا في الخوادم التي تُشغّل قواعد بيانات عالية الأداء مثل خوادم MySQL أو Oracle.
– يناسب أنظمة المعاملات الفورية (OLTP) والتطبيقات المالية التي تتطلب سرعات كتابة وقراءة مرتفعة مع عدم التهاون في الحماية.
3.9 مستويات أخرى ومختلطة
بالإضافة إلى RAID 10، هناك ترتيبات هجينة أخرى مثل RAID 50 (تجميع عدة مصفوفات RAID 5 في تجزئة RAID 0) وRAID 60 (تجميع عدة مصفوفات RAID 6 في تجزئة RAID 0). هذه الترتيبات مناسبة للبيئات التي تستخدم عددًا كبيرًا من الأقراص وتحتاج قدرًا أعلى من الأداء والحماية معًا.
الفصل الرابع: الاعتبارات العملية لتطبيق RAID
4.1 الاختيار بين RAID المادي والبرمجي
عند التفكير في تطبيق تقنية الريد، أول قرار ينبغي اتخاذه هو ما إذا كان سيتم استخدام **وحدة تحكم RAID مادية (Hardware)** أو الاعتماد على **RAID برمجي (Software)**.
4.1.1 RAID المادي (Hardware RAID)
– يتم تنفيذه عبر بطاقة تحكم مستقلة أو مدمجة باللوحة الأم، تحتوي على معالج خاص لإدارة عمليات RAID.
– **المزايا**:
1. أداء أعلى في عمليات القراءة والكتابة.
2. تقليل العبء على المعالج الرئيسي.
3. حماية أفضل في حال تعطل نظام التشغيل.
– **العيوب**:
1. التكلفة المرتفعة للبطاقات الاحترافية.
2. إمكانية الاعتماد على نوعية معينة من الأجهزة (Vendor Lock-in).
4.1.2 RAID البرمجي (Software RAID)
– يتم تنفيذه على مستوى نظام التشغيل (مثل استخدام mdadm في لينكس أو Disk Management في ويندوز).
– **المزايا**:
1. تكلفة أقل، حيث لا تحتاج إلى بطاقة تحكم خاصة.
2. مرونة في التخصيص والتعديل.
– **العيوب**:
1. استهلاك موارد المعالج.
2. قد يكون الأداء الكلي أقل من Hardware RAID، خصوصًا في عمليات الكتابة.
4.1.3 سيناريوهات الاختيار
1. **إذا كانت ميزانيتك تسمح** وتحتاج لأداء وحماية عاليتين في مشروع تجاري ضخم، يعتبر الـHardware RAID خيارًا مناسبًا.
2. **إذا كان النظام صغيرًا أو متوسطًا** وتبحث عن تكلفة أقل ومرونة أكثر، فالـSoftware RAID قد يكون كافيًا وموثوقًا.
4.2 عدد الأقراص المطلوب لكل مستوى
تحتاج إلى معرفة الحد الأدنى للأقراص المطلوبة عند استخدام كل مستوى من RAID.
| مستوى RAID | الحد الأدنى لعدد الأقراص | ملاحظات أساسية |
|————|————————–|——————————————————————–|
| RAID 0 | 2 | لا يوجد تكرار؛ الأداء والسعة هما الهدف |
| RAID 1 | 2 | تكرار البيانات؛ حماية عالية ولكن سعة فعالة أقل |
| RAID 2 | 3 | غير شائع؛ يحتاج عدة أقراص للتصحيح والتحقق |
| RAID 3 | 3 | يحتاج قرص بارتي مخصص، نادر الاستخدام |
| RAID 4 | 3 | يحتاج قرص بارتي مخصص، أداء كتابة أقل |
| RAID 5 | 3 | توزيع البارتي، شائع ومرن |
| RAID 6 | 4 | بارتي مزدوج، حماية أعلى ولكن أداء كتابة أقل |
| RAID 10 | 4 | يجمع بين RAID 1 و0، حماية عالية وأداء مرتفع؛ سعة فعلية محدودة |
4.3 التخطيط لسعة التخزين والحماية
من الضروري دراسة توازن الأداء والحماية عند اختيار مستوى RAID. على سبيل المثال، إن كنت بحاجة لسعات كبيرة ولا تستطيع تحمل مخاطر تعطل أكثر من قرص واحد، فإن RAID 5 قد يكون مناسبًا. أما إن كنت تدير مركز بيانات حرجًا لا يحتمل تعطل قرصين، فيمكنك التفكير في RAID 6 أو RAID 10.
4.3.1 تقدير السعة التخزينية الفعلية
– **RAID 0**: السعة الفعلية تساوي مجموع سعات جميع الأقراص.
– **RAID 1**: السعة الفعلية تساوي سعة قرص واحد (من أصل قرصين).
– **RAID 5**: السعة الفعلية تساوي (عدد الأقراص – 1) مضروبًا في سعة أصغر قرص.
– **RAID 6**: السعة الفعلية تساوي (عدد الأقراص – 2) مضروبًا في سعة أصغر قرص.
– **RAID 10**: السعة الفعلية تساوي نصف مجموع السعات الفعلية في معظم الترتيبات.
4.3.2 حساب خطر التوقف (Downtime) والخسائر المحتملة
يجب إجراء تحليل لتكلفة التوقف في حال تعطل قرص، ومقارنة ذلك بتكلفة الاستثمار في الأقراص الإضافية أو الأنظمة الأعلى حماية. في بعض الأحيان، تعني بضع ساعات من التوقف خسائر كبيرة للشركة، لذلك يُفضل استخدام مستوى RAID عالي الحماية.
4.4 عمليات إعادة البناء (Rebuild) والأوقات الحرجة
عند تعطل أحد الأقراص في المصفوفة، يبدأ النظام في عملية إعادة البناء (Rebuild) التي تنقل البيانات إلى القرص الجديد أو تحاول إصلاح البيانات باستخدام معلومات البارتي.
4.4.1 كيف تتم عملية إعادة البناء؟
– **RAID 1**: تنسخ البيانات ببساطة من القرص السليم إلى القرص الجديد.
– **RAID 5** و**RAID 6**: يتم قراءة بيانات البارتي والأقراص السليمة لإعادة بناء بيانات القرص المعطوب.
4.4.2 مخاطر إعادة البناء
– خلال عملية إعادة البناء، تكون المصفوفة عرضة لمخاطر أكبر، لأنه إذا تعطل قرص آخر في RAID 5 خلال عملية إعادة البناء، قد تُفقد البيانات كاملة.
– قد يؤثر الضغط الإضافي على الأقراص أثناء عملية إعادة البناء في رفع درجة حرارتها ويزيد من احتمالية تعطلها.
4.4.3 تقليل أثر إعادة البناء
1. استخدام **RAID 6** بدل RAID 5 عند توفر عدد كبير من الأقراص، لأنه يمكن تحمل تعطل قرصين.
2. اختيار أقراص ذات جودة عالية (Enterprise-grade) لتقليل احتمالية الأعطال أثناء إعادة البناء.
3. جدولة عملية إعادة البناء في أوقات انخفاض الحمل على السيرفر لتقليل التأثير على الأداء.
4.5 مراقبة حالة الأقراص وتنبيهات الأعطال
– من المهم تشغيل نظام مراقبة (Monitoring) يتابع الحالة الصحية للأقراص (S.M.A.R.T. metrics) وينبّهك في حال وجود مؤشرات تدل على اقتراب فشل قرص ما.
– بطاقات RAID المادية تقدم واجهات مراقبة مدمجة، أما RAID البرمجي فيمكن الاستعانة بأدوات مثل mdadm في لينكس أو برامج مراقبة تابعة لجهات خارجية في ويندوز.
الفصل الخامس: أمثلة تطبيقية ودراسات حالة
5.1 دراسة حالة: شركة استضافة مواقع
– **المشكلة**: احتياج الشركة لسعات تخزين كبيرة لحسابات العملاء مع ضرورة توفير حماية ضد التوقف المفاجئ.
– **الحل**: استخدام **RAID 10** مدمج في وحدات تخزين SSD.
– **النتائج**:
1. وقت وصول (Latency) منخفض جدًا في قراءة وكتابة البيانات، مما يحسّن سرعة مواقع العملاء.
2. قدرة على تحمّل تعطل قرص واحد على الأقل في كل زوج من المرايا دون فقد للبيانات.
3. سهولة في التوسعة بتوصيل المزيد من الأقراص وإنشاء أزواج جديدة.
5.2 دراسة حالة: نظام إدارة قواعد بيانات (Database Management System)
– **المشكلة**: قاعدة بيانات معاملات مالية تحتاج وقت استجابة سريع وموثوقية عالية.
– **الحل**: استخدام **RAID 1** أو **RAID 10** بالتعاون مع وحدات تحكم RAID مادية عالية الأداء.
– **النتائج**:
1. معدل إدخال/إخراج (IOPS) مرتفع بفضل تقنيات التجزئة والتكرار.
2. حماية قوية للبيانات في حال تعطل أي قرص، وإمكانية استبداله دون انقطاع الخدمة.
5.3 دراسة حالة: بيئة أرشيفية طويلة الأمد
– **المشكلة**: مركز توثيق وأرشيف يحتاج سعات ضخمة لتخزين الوثائق الرقمية والمستندات، مع تكلفة محدودة.
– **الحل**: استخدام **RAID 5** أو **RAID 6** باستخدام أقراص HDD عالية السعة.
– **النتائج**:
1. توازن جيد بين التكلفة والسعة التخزينية.
2. تحمّل تعطّل قرص واحد (RAID 5) أو قرصين (RAID 6) مع الاحتفاظ بالبيانات كاملة.
الفصل السادس: نظرة متقدمة حول الأداء في أنظمة RAID
6.1 سرعة القراءة والكتابة (Read/Write Throughput)
– **RAID 0** يقدم أعلى سرعة قراءة/كتابة لأن البيانات موزعة دون أي حساب إضافي للبارتي أو التكرار.
– **RAID 1** يقدم سرعة قراءة جيدة (لأنه يمكن القراءة من أي نسخة) وسرعة كتابة تماثل سرعة قرص واحد (لأنه يجب كتابة البيانات على كل قرصين).
– **RAID 5 وRAID 6** تقدمان سرعة قراءة مقاربة لـ RAID 0 في حالة القراءة التسلسلية، لكن الكتابة تتطلب حساب البارتي وتحديثها.
6.2 زمن الوصول (Latency)
– يعد زمن الوصول في RAID 0 منخفضًا نظرًا لتوازي عمليات الكتابة والقراءة.
– في RAID 1، قد تتحسن زمن الوصول للقراءة ولكنه قد يزداد قليلًا في الكتابة بسبب التكرار.
– في RAID 5 و6، تنخفض زمن الوصول في الكتابة بسبب العمليات الإضافية المطلوبة لحساب البارتي.
6.3 حساب معدل الإدخال/الإخراج في الثانية (IOPS)
– لرفع معدل IOPS، يميل مديرو الأنظمة إلى زيادة عدد الأقراص بهدف توزيع الحمل.
– RAID 10 من أكثر المستويات كفاءة في رفع الـIOPS في قواعد البيانات.
6.4 تأثير حجم الكتلة (Stripe Size)
– عند ضبط مصفوفة RAID، يمكن تحديد حجم الكتلة (Stripe Size).
– الحجم الكبير للكتلة يعني أن كل قرص يحمل جزءًا أكبر من البيانات، ما قد يناسب الملفات الضخمة، لكنه قد يؤثر سلبًا على أداء الملفات الصغيرة.
– الحجم الصغير للكتلة يناسب التطبيقات التي تتعامل مع عدد كبير من الملفات الصغيرة، ولكنه قد يزيد من عمليات الكتابة الإجمالية.
الفصل السابع: إدارة وصيانة مصفوفات RAID
7.1 تركيب الأقراص والتعرف عليها
– تحتاج إلى توصيل الأقراص بوحدة التحكم (سواء المادية أو البرمجية)، ثم الدخول إلى واجهة التحكم لتكوين المصفوفة.
– في الـHardware RAID، يتم الوصول إلى واجهة مخصصة (BIOS أو EFI) فور تشغيل الخادم.
– في الـSoftware RAID، يُستخدم برنامج إعداد على نظام التشغيل (مثل mdadm في لينكس).
7.2 تقسيم المصفوفة وتهيئة نظام الملفات
– بعد إنشاء المصفوفة، يراها نظام التشغيل على أنها قرص واحد فعلي.
– يمكنك الآن تقسيم هذا القرص (Partition) أو تهيئته بنظام ملفات (مثل NTFS أو EXT4 أو XFS) بناءً على الحاجة.
7.3 الرصد والتنبؤ بالأعطال
– استخدام أدوات مراقبة حالة القرص مثل S.M.A.R.T.
– تفعيل التنبيهات والبريد الإلكتروني في حالة وجود أي إنذارات من وحدة التحكم بالـRAID.
7.4 استبدال القرص المعطوب
– معظم مصفوفات RAID الحديثة تدعم **Hot Swap**، أي إمكانية استبدال القرص أثناء تشغيل النظام دون الحاجة إلى إيقاف تشغيله.
– بمجرد تركيب القرص الجديد، يبدأ النظام تلقائيًا في عملية إعادة البناء.
7.5 تحديثات البرامج الثابتة (Firmware) ووحدات التحكم
– قد تصدر الشركات المصنعة لوحدات التحكم تحديثات لتصحيح الأخطاء أو تحسين الأداء.
– التحديث يجب أن يتم بحذر لتفادي أي خلل قد يؤدي إلى فقد البيانات.
الفصل الثامن: نصائح عملية لاختيار أفضل مستوى RAID
8.1 تحليل متطلبات الأداء
– إذا كانت سرعة القراءة والكتابة هي الأولوية المطلقة (دون الحاجة للحماية داخل المصفوفة): **RAID 0**.
– إذا كانت سرعة الكتابة مهمة مع توفر حماية جيدة: **RAID 10**.
– إذا كانت سرعة القراءة أعلى أهمية من سرعة الكتابة وترغب بحماية أساسية: **RAID 5**.
– إذا كانت حماية البيانات ضد تعطل قرصين أمرًا ضروريًا: **RAID 6**.
8.2 تقييم مخاطر توقف الخدمة والفقد
– اسأل نفسك: “هل أستطيع تحمّل فقد البيانات أو توقف الخدمة؟”
– في حال كانت الإجابة لا، فاستبعد RAID 0 فورًا، وفكّر في مستويات أخرى أعلى حماية.
8.3 الميزانية المتاحة
– بعض المستويات مثل RAID 1 وRAID 10 قد تتطلب ضعف عدد الأقراص أو أكثر، مما يزيد التكلفة.
– في الحالات ذات الميزانيات المحدودة، قد يكون RAID 5 الحل الوسط المناسب.
8.4 متطلبات التوسع المستقبلي
– تأكّد من إمكانية إضافة أقراص جديدة بسهولة، وأن وحدات التحكم لديك تدعم توسيع المصفوفة دون تعطّل طويل.
– بعض وحدات التحكم تتيح إضافة أقراص جديدة وتوسيع RAID 5 أو 6 ديناميكيًا، في حين تحتاج وحدات أخرى لإعادة تهيئة كاملة.
الفصل التاسع: التقنيات الحديثة ومستقبل RAID
9.1 دمج SSD في مصفوفات RAID
– مع انتشار الأقراص الحالة الصلبة (SSD)، أصبح بالإمكان إنشاء مصفوفات RAID بأداء فائق.
– **RAID 0 باستخدام SSD**: سرعات مذهلة، لكن معدل الفشل قد يكون أعلى في حال تعطل قرص.
– **RAID 5 و6 باستخدام SSD**: أداء كتابة أفضل عمومًا من HDD، لكن تكلفة الأقراص لا تزال مرتفعة نسبيًا.
9.2 حلول التخزين المعرفة بالبرمجيات (Software-Defined Storage)
– مثل Ceph وGlusterFS وStorPool، حيث يتم توزيع البيانات على عدة خوادم وعُقد مع آليات تكرار/بارتي.
– تحاكي بعض هذه الحلول مفاهيم RAID بطريقة أكثر مرونة عبر الشبكات، مما يوسّع نطاق الحماية ليشمل عُقدًا متعددة.
9.3 التطورات في واجهات التوصيل
– واجهة NVMe تسمح بسرعات عالية جدًا مع زمن وصول منخفض، مما يتيح تطوير مصفوفات RAID أكثر كفاءة.
– ظهور تقنيات مثل Intel Optane يزيد من احتمالية دمج ذاكرة فائقة السرعة مع مصفوفات RAID لتحقيق أداء غير مسبوق.
9.4 مستقبل RAID في ظل التخزين السحابي
– مع اتجاه الشركات لاستخدام خدمات التخزين السحابية، قد يبدو أن دور RAID التقليدي يتراجع.
– لكن في الواقع، تستخدم كثير من مزوّدي الخدمات السحابية تقنيات RAID (أو ما يعادلها برمجيًا) لضمان توفر البيانات وحمايتها على مستوى مراكز البيانات.
– سيظل الريد عنصرًا أساسيًا في البنية التحتية للسحابة، وإن كان بشكل مختلف.
الفصل العاشر: الأسئلة الشائعة وإجاباتها
10.1 هل يمكن خلط أقراص ذات أحجام مختلفة في مصفوفة RAID؟
– نعم، ولكن السعة النهائية ستُحدّد عادةً بناءً على سعة أصغر قرص في المجموعة، مما قد يهدر مساحة الأقراص الأكبر.
10.2 هل يمكن تحويل مصفوفة RAID من مستوى إلى آخر دون فقد للبيانات؟
– يختلف ذلك تبعًا لوحدة التحكم والبرمجية المستخدمة. بعض وحدات التحكم تتيح تحويلًا ديناميكيًا مثل من RAID 1 إلى RAID 5 بإضافة أقراص، لكن ذلك ليس شائعًا دائمًا ويحتاج إلى دعم صريح.
10.3 ما هو Hot Spare وهل هو ضروري؟
– يشير مصطلح **Hot Spare** إلى قرص إضافي يظل في وضع الاستعداد، وعند تعطل أحد الأقراص في المصفوفة، يبدأ النظام تلقائيًا في إعادة بناء البيانات على هذا القرص الاحتياطي.
– مفيد جدًا في تسريع عملية الإصلاح وتقليل زمن الخطر الذي تكون فيه المصفوفة معرّضة لفقد البيانات.
10.4 هل تحل النسخ الاحتياطية Backup مكان RAID؟
– لا. RAID يحمي ضد تعطل القرص، بينما النسخ الاحتياطية تحمي ضد حذف البيانات غير المقصود أو الكوارث التي تدمر المصفوفة بأكملها. يكمّل كل منهما الآخر، ولا يغني أحدهما عن الآخر.
10.5 هل يمكن استخدام أقراص خارجية عبر USB في RAID؟
– تقنيًا نعم باستخدام بعض الأنظمة البرمجية مثل mdadm في لينكس، ولكن ذلك غير موصى به للإنتاج الحقيقي نظرًا لعدم استقرار وصلات USB وصعوبات إعادة البناء.
المزيد من المعلومات
هي طريقه تُمكن المستخدم من تجميع عدد من الأقراص الصلبة و تجميعها في كيان واحد و تحويلها من أقراص منفصله الى قرص واحد ذو سعه تخزينيه كبيرة، حيث تسمى الأقراص بهذا الشكل بالمصفوفة فيكون القرص الواحد عضواً في تلك المصفوفة. لتلك المصفوفة فوائد و طرق معينة للتنظيم وطرق تعامل مع البيانات إلى جانب وجود مستويات تناسب احتياج المستخدمين بكافة فئاتهم ويمكن إنشاءها في أنظمة ويندوز سيرفر وأنظمة اللينوكس المخصصة للمخدمات أو ببطاقة مدمجة تأتي مع كافة أنواع السيرفرات الفيزيائية ووسائط التخزين الشبكية مثل SAN -NAS (سبق التكلم عنها).
فوائد تقنية RAID :
1- Fault-Tolerance : الفائدة الأولى لتلك المصفوفة تمكن للأقراص النجاة من المشكلات العديدة التي تواجه أقراص التخزين سواء كانت ميكانيكيه HDD أو من الحالة الصلبة SSD أثناء التخزين.
2- Performance : الفائدة الثانية وهو ملاحظة تغير في أداء حلول التخزين المختلفة داخل المصفوفة في معدلات القراءة و الكتابة مقارنة بوجود قرص واحد خارج المصفوفة.
3- Capacity : الفائدة الثالثة وهى المساحة التخزينية والتي تمكنك من جمع الأقراص المنفصلة من كيانات صغيرة إلى كيان واحد ذو مساحه تخزينية كبيرة وهي السمه الأساسية التي ذكرناها سلفا.
أنواع RAID و مستوياته:
قبل أن نقوم بشرح هذه المستويات يجب الإنتباه إلى النقاط التالية:
1- يجب أن يكون عدد الأقراص الصلبة من 2 فأكثر بحسب المستوى المستخدمة أي لا يمكن تطبيقها على جهاز بهارد ديسك واحد.
2- يجب أن تكون هذه الأقراص متساوية تماماً في الحجوم وسرعات القراءة والكتابة لكي لا يحدث ضياع لمساحات تخزينية أو بُطئ في بعض الأقراص بسبب تفاوت السرعات.
1- تقنية Striping أو Raid-0:
هي تقنية تحتاج على الأقل لقرصين صلبين أو أكثر تقوم بتجزيء البيانات والمعلومات المكتوبة بين القرصين بالتساوي
وتكون الفائدة العظمى لها في عملية الكتابة إذ تتم الكتابة على قرصين أو بحسب عدد الأقراص المستخدمة بشكل متزامن فتكون سريعة بشكل جيد ولكن القراءة تكون بسرعة عادية وبالنسبة للحماية فهذة المستوى لا يؤمن حماية في حال فشل أو تعطل أحد الأقراص.
2- تقنية Mirroring أو Raid-1:
تحتاج هذه التقنية إلى قرصين ولكن في حال استخدام 3 أقراص أو اكثر لا ينصح باستخدامها ويفضل استخدام raid 10 او raid 5 عوضاً عنها كونها ستكون ذات تكلفة عالية
إذ تقوم بعمل نسخة طبق الأصل عن البيانات الموجودة على القرص الصلب الأول على بقية الأقراص الصلبة،
يضمن هذا المستوى بشكل أساسي الحماية من فُقدان البيانات
بحيث يُؤمن نسبة فشل تصل إلى عدد الأقراص الصلبة المسخدمة ناقص واحد بدون خسارة بيانات.
ولكن لديه مشكلة، وهي البطئ في عمليات الكتابة،إاذ تكون مكررة على قرصين في نفس الوقت،
ويؤمن سرعة جيدة في عمليات القراءة
◆ ملاحظة:
في هذه التقنية سيتم خسارة 50% من حجم التخزين الخاص بالمصفوفة
مثلاً إذا كانت المصفوفة بحجم 1 تيرا بايت لا يمكن الكتابة على أكثر من 512 جيجا بايت منها وذلك بسبب عملية Mirroring
3- تقنية Parity أو Raid-5 Raid-6:
هي تقنية تحتاج على الأقل 3 أقراص لل Raid-5 أو 4 أقراص لل Raid-6 لشرح هذه التقنية سنفرض استخدام 3 أقراص وتقنية Raid-5:
تعمل هذه التقنية عن طريق عمليات حسابية للبيانات المكتوبة على القرصين الأول والثاني ووضع الناتج في Block of data تسمى parity على القرص الثالث
يعتبر مستوى Raid-5 و Raid-50 الذي سيتم شرحه لاحقاً من أفضل المستويات لهذه التقنية، أسباب ذلك:
↵ أولاً: نسبة الضياع في حجم التخزين هي بمساحة قرص واحد الذي يخزن قيمة ال parity حتى في حال كان عدد الأقراص أكثر من ثلاثة.
↵ ثانياً: تكون عملية القراءة والكتابة في هذا المستوى سريعة نسبياً مقارنة بباقي المستويات
↵ ثالثاً: يؤمن عدم ضياع البيانات في حال فشل قرص واحد في المصفوفة أي يؤمن سرعة قراءة وكتابة مع حماية جيدة
↵ رابعاً: تكون خسارة مساحة التخزين بمساحة قرص واحد فقط أي في حال منظومة من 3 أقراص كل قرص بسعة 1 تيرا يمكن استخدام 2 تيرا منها للبيانات و القرص الثالث بسعة 1 تيرا سيتم استخدامه لتخزين ال parity .
4- Raid-6
هذا المستوى يعمل بنفس طريقة عمل Raid-5 ولكن الفرق الوحيد أنه يقوم بكتابة عملية Parity مرّتين لذلك يحتاج ل 4 أقراص 2 لتخزين البيانات و2 لتخزين قيمة parity
لهذا يُسبب خسارة بحجم تخزين قرصين بدلاً عن قرص واحد في حالة Raid-5
ولكن تكون الحماية في هذا المستوى أعلى لأنه يضمن عمل المصفوفة في حال فشل قرصين صلبين،
ويكون أبطأ من مثيله raid-5 بسبب تكرار عملية ال parity على قرصين.
◆ ملاحظة:
يوجد مستويات قديمة وملغية مثل Raid-3 لن نقوم بذكرها كونها أصبحت منقرضة ويوجد أيضاً تقنيات تدمج أكثر من مستوى Raid مثل Raid-10 Raid-50
الفصل الحادي عشر: المصادر والمراجع
11.1 كتب ومراجع مطبوعة
1. **”RAID: High-Performance, Reliable Secondary Storage”** – من جامعة بيركلي.
2. **”Enterprise Data Storage”** – مجموعة مؤلفين من خبراء التخزين في IBM.
3. **”The Essentials of Storage”** – دليل شامل من Hewlett Packard Enterprise.
11.2 مواقع إلكترونية ومصادر رقمية
1. موقع **Intel** الرسمي لقسم التخزين: [Intel Storage](https://www.intel.com/content/www/us/en/architecture-and-technology/optane-technology.html)
2. أدلة **Dell** لوحدات تحكم PERC: [Dell PERC Controllers](https://www.dell.com/support/home/en-us)
3. توثيق **mdadm** في لينكس: [Linux mdadm](https://man7.org/linux/man-pages/man8/mdadm.8.html)
4. توثيق **Storage Spaces** على ويندوز: [Microsoft Storage Spaces](https://learn.microsoft.com/en-us/windows-server/storage/storage-spaces/)
11.3 ندوات ومؤتمرات
1. مؤتمرات **SNIA** السنوية (Storage Networking Industry Association).
2. جلسات **VMworld** حول التخزين المعرّف بالبرمجيات.
الخاتمة
تقنية RAID ليست مجرّد خيار إضافي في عالم تخزين البيانات؛ إنها أداة أساسية لضمان مستوى معيّن من الحماية والأداء في الوقت نفسه. ويعتمد نجاح تنفيذها على الدراسة الوافية والاختيار الدقيق للمستوى الأنسب وفقًا للاحتياجات المحددة، سواء كانت في بيئة عمل مؤسسية كبيرة أو في نظام مكتبي منزلي متقدّم.
أبرز ما يجب تذكّره هو أن RAID لا يعوّض عن النسخ الاحتياطية الخارجية (Backups). إذ قد تحميك المصفوفة من تعطل القرص، لكنها لن تحميك من الأخطاء البشرية أو البرامج الضارة التي قد تفسد البيانات بشكل شامل.
بالإضافة إلى ذلك، لا ينحصر مفهوم الريد في الأقراص الصلبة التقليدية؛ فقد توسع ليشمل أقراص SSD عالية الأداء وحتى البنى التحتية السحابية. ومع استمرار تطور عالم التخزين، ستظل فلسفة توزيع الحمل وتوفير التكرار (Redundancy) ركيزة أساسية لتصميم الأنظمة التي تتطلب ضمان توفر البيانات وسرعة الوصول إليها.