ما هي قصة المتصفح المشهور من مايكروسوفت الذي اعتلى قمة السوق لكي يصل إلى نسبة استحواذ 95%، وسقوطه المدوي الذي انتهى باستبداله تماماً.
أين Internet Explorer؟
في تسعينات القرن الماضي, لم يكن Internet Explorer المتصفح الوحيد في السوق، في الواقع كان هناك الكثير من المتصفحات لعدة أنظمة تشغيل أخرى على سبيل المثال Erwise وMidas وSamba. لكن أكثرهم انتشارا وتنافسا والذي نشأ بينه وبين Internet Explorer فيما بعد ما يسمى بحرب المتصفحات كان Netscape الذي نشأ في عام 1994 مع نجاح كبير وملايين المستخدمين. إذا رجعنا بالزمن من وقتنا الحالي 25 عاماً سنرى أن 90 بالمئة من مستخدمي الانترنت استخدموا متصفح واحد،كان هو Netscape.
سيطر Netscape على الويب وقتها وكان تصاعده دراميا، لدرجة أنه تم وصف استخدام الانترنت بأنه مجرد “استخدام Netscape”.
الأمر الذي استرعى انتباه الكثير من الشركات ومن بينهم طبعاً Microsoft ملك صناعة البرمجيات وقتها. وفي أغسطس 1995 تطرح Microsoft اصدار الويندوز الجديد “Windows 95” مع أولى إصدارات Internet Explorer، حيث أرادت Microsoft توظيف Internet Explorer ليكون أداتها للسيطرة على الانترنت وفرض سياستها الاحتكارية. حيث كانت Microsoft توظف كل طاقتها لتدمير Netscape منافسها الأول, ومع مواردها المالية الغير نهائية تُدمر Microsoft متصفح Netscape بإطلاق Internet Explorer 4.0 في أكتوبر عام 1997 ليكون مجانياً للمستخدمين، الذي حظى بإعجاب المستخدمين ونجاحاً منقطع النظير، وهنا انتهت أولى حروب المتصفحات بفوز Microsoft. حيث أنه في السنة التي بعدها 1998 حظى Netscape على مجرد 8% من الحصة السوقي،, مقارنة بMicrosoft Internet Explorer الذي حظى ب90% من سوق الانترنت في نفس العام.
أضافت Microsoft الكثير والكثير من المميزات إلى Internet Explorer الذي عزز سيطرتها، مثل أول متصفح يدعم الCSS التي غيرت شكل الويب تمامً، واستخدام محرك Trident المسؤول عن كل ما تراه على الشاشة، والذي كان ثورياً ويتضمن العديد من المميزا،, ومن أهمها إمكانية تغيير بعض مكونات الصفحة بدون ملاحظة المستخدم، الأمر الذي اعتمدت عليه مواقع المحادثات الفورية. والذي كان اختراع مذهل في عام 1997، ومن ثم دعمه لAjax (أجاكس) الذي مكن من تحديث البيانات بشكل فوري بدون الحاجة لإعادة تحديث الصفحة لعرض المعلومات الجديدة, ولكن شعبيته أتت مع تحدياتها، بعض التحديات التي لا يمكن تخطيها بسهولة.
شركة Microsoft كانت القوة المتحكمة في الانترنت ومعاييره بسيطرتها على 95% من السوق،, لذا نظريا ليس هناك شيء يدعو للقلق، أليس كذلك؟
مع بدأ القرن الواحد والعشرين أصبح الناس معتادين أكثر على استخدام الانترنت خصوصاً مع ظهور مواقع شهيرة مثل Amazon و EBay، الأمر الذي يجعل المستخدين في موقف الاعتماد على المتصفح في معلوماتهم الحساسة مثل العناوين أو الأهم بطاقاتهم الائتمانية. وفي وقت لم تجد فيه Microsoft أي منافسة، لم تبدل Microsoft أي جهد في تحسين متصفحها مثل ما حدث من قبل. وهذا خطأ فادح من Microsoft أذّى بعدها إلى سقوط Internet Explorer، خصوصاً بعد إطلاق Internet Explorer 6.0 في أغسطس 2001، حيث كانت مهمة المخترقين الآن هي عن طريق وستهداف Internet Explorer الذي احتوى على العديد من الثغرات، المشاكل الأمنية التي بدأت في التأثير على شعبية وثقة المستخدمين في Internet Explorer شيئاً فشيئاً، كانت إحداها هي استطاعة الهاكرز تثبيت Keylogger وباب خلفي على جهازك بمجرد زيارة موقعه.
ومن تلك النقطة كانت بداية سقوط المتصفح، حيث أنه في السنين التي تبعتها كان تاج Microsoft Explorer يُسلب منها، حيث أنه بعد وصولها لقمة الشعبية في 2004، بدأت بالنزول ولم ترجع أبداً، إذ أن هذا لم يكن فقط نتيجة للمشاكل الأمنية، بل للفجوة الزمنية كذلك التي بلغت 5 سنوات بين إصدارات Internet Explorer 6 و7، والتي شهدت بزوغ عدة متصفحات أخرى منافسة مثل Mozilla Fire Fox في 2002، وGoogle Chrome في 2008.
وهذا الأمر الذي بدأ حرب متصفحات ثانية، الحرب التي خسرها Internet Explorer الذي استمر في السقوط حتى قررت Microsoft التخلي عنه تماما مع آخر إصداراته Internet Explorer 11 في 2013 الذي كان المسمار الأخير في نعشه. اليوم Internet Explorer تم استبداله بالمتصفح الجديد Microsoft Edge الذي لا يختلف كثيرا عن سالفه، حتى إصداره الأخير.