نحن مجرد روبوتات عابرة للمجرات
إن ما سأذكر في هذه السلسلة من المقالات سيعتبر مفاجأة صادمة للبعض أو معلومة عابرة للبعض لم يتأمل فيها
إن علم الجنيوم البشري أو سفر الإنسان كما سماها الحبر البيولوجي المصري البروفسيور العلامة أحمد مستجير – عميد كلية الزراعة – و عالم البيولوجي المصري الفذ رحمه الله سيمثل زلزلة بكل ما تحمله من معاني الكلمة لكل حياتنا و مفاهيمنا حيث قال ” سيزاح الستار عن أدق أسرارنا و نتعرى أمام أنفسنا ، و نعرف فجأة كم نحن ضعفاء و نعرف أن علينا – ربما- أن نتواضع و نتخلى تماماً عن موقعنا على قمة عالم الأحياء – بعد أن تخلينا عن كوكبنا الأرض مركزاً للكون ..ستثير نتائج – مشروع الجنيوم البشري – قضايا فلسفية و فكرية و اجتماعية و دينية و قانونية ، قضايا جديدة تماماً ، أبدا لم تخطر على بال ، سينقلنا المشروع إلى مشارف حضارة جديدة غير مسبوقة ، تتغير فيها القيم و المفاهيم ، تتغير فيها المجتمعات و الحياة كما نعرفها ، ستتغير حتى خيالات الشعراء ثم إن كل شيء سيتغير إلى ما لا ندريه ، و هذا شيء مخيف ، سيعود يؤرقنا السؤال الخالد من نحن ؟ ” اهـ القرصنة الوراثية ص 144
فإليكم تلك المقارنة الرائعة بين الروبوتات البيلوجية –نحن البشر – و بين الروبوتات الاصطناعية التي سأبدأ أولى حلقات المقارنة فيها
في أولا : – نظام التكويد
الروبوتات الاصطناعية – لا تفهم – الأوامر التي تكلف بها إلا بلغة الآلة التي تعتمد على رمزين 0- 1 ..افعل و لا تفعل
الخلية البيلوجية :- كل خلايانا البيلوجية تعتمد على برنامج مكتوب في نواتها يتكون فقط من 4 رموز ( أ , ث, س , ج)
و هي اختصار لأسماء المواد الكيميائية المكونة للسلسلة (أدنين،ثايمين،سيتوزين،جوانين)
إذن نظام الترميز للبرمجيات في الروبوتات الصناعية ثنائي و نظام الترميز في الكائنات الحية رباعي ..لكن ليس بهذه البساطة فهو كذلك رباعي و لكن له بعد ثنائي بمعنى إن رموز برمجية الجينيوم تتراص على شكل جديلة حلزونية طويلة جدا تتكون من شريطين
يقول الدكتور أحمد مستجير “فهناك ثمة مبدأ هام جدا يحكم هنا فالقاعدة( أ) على شريط تواجه و ترتبط بالقاعدة (ث) من الشريط الآخر – و لا غيرها و كذلك القاعدة (س) تواجه القاعدة (ج) من الجديلة الأخرى …
و هذا يعني أن تتابع القواعد على شريط ( أ أس ث ج ) يجعلنا نتنبأ بالكود على الشريط الآخر حتما ولا بيد سيكون (ث ث ج أ س)
هل تصدق أن هذه القواعد ترتيبها و طريقة اقترانها – هي سر الحياة (!) ” انتهى من كتاب القرصنة الوراثية ص 147
لا شك أن نظام التكويد في الخلية البيولوجية يتفوق كثيرا على نظام التكويد البدائي البسيط في آلتنا اليوم
فطريقة الجديلة المزدوجة للتكويد ربما يجعل بها عدة مميزات مهولة
منها قدرتها على التصحيح الذاتي لتوافر قرينة من كل نسخة على كل شريط ففي حالة تلف أحد الأجزاء يسهل على القاعدة الأخرى جذب قاعدتها ليصلح العيب ذاتيا
لكن في نظام التخزين العادي كما يوجد لدى كل الآلات بما فيها الروبوتات تتراص رموز لغة الآلة 0-1 في تتابع بسيط حين تلف مجموعة من التسلسل قد يؤدي لتلف البرنامج ككل !
سنتكلم في الحلقات القادمة عن مقارانات مشوقة بين الروبوتات الصناعية و الروبوتات البيولوجية – نحن –
من عدة جوانب أخرى
1- آلية و المواد المكونة لنظام تخزين البيانات – في الروبوت و الكائنات الحية -. .
2- كلمات و لغات البرمجة – في الروبوت و الكائنات الحية -.
3- آلية النسخ . – في الروبوت و الكائنات الحية -.
4- المواد المكونة للأجسام. – في الروبوت و الكائنات الحية -.
5- آلية التطور و التفاعل مع البيئة . – في الروبوت و الكائنات الحية -.
6- مركزية و تدفق المعلومات . – في الروبوت و الكائنات الحية -.
تابعونا على صفحتنا رابطة محبة الذكاء الاصطناعى لمتابعة و مناقشة الحلقات