كيف يعمل الإنترنت في الطائرة ؟
مقدمة
لقد أصبحت الطائرات جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية، سواء للسفر التجاري أو الشخصي. في الماضي، كان السفر بالطائرة يعني انفصالاً تاماً عن العالم الخارجي، حيث لم تكن هناك أي وسيلة للتواصل مع الإنترنت. لكن مع تقدم التكنولوجيا، أصبح الإنترنت في الطائرات جزءاً من تجربة السفر الجوي. لا يقتصر الأمر على توفير التسلية من خلال مشاهدة الأفلام أو الاستماع إلى الموسيقى، بل أصبح الإنترنت في الطائرات أداة أساسية للعمل والتواصل مع الأصدقاء والعائلة خلال الرحلة. في هذا المقال، سنتناول كيفية عمل الإنترنت في الطائرة، التقنية المستخدمة، وتحدياتها.
تقنيات الإنترنت في الطائرات
هناك طريقتان رئيسيتان لتوفير الإنترنت في الطائرات: الاتصال عبر الأقمار الصناعية (satellite connectivity) والشبكة الأرضية التي يتم الاتصال بها عبر الهواتف المحمولة (air-to-ground).
- الاتصال عبر الأقمار الصناعية:
- في هذه الطريقة، تستخدم الطائرات أقمارًا صناعية موضوعة في مدارات عالية حول الأرض لتوفير الإنترنت. يتم إرسال الإشارة من الطائرة إلى القمر الصناعي الذي يرسلها بدوره إلى محطة أرضية مرتبطة بالإنترنت. تعتبر هذه الطريقة هي الأكثر شيوعاً في الطائرات الحديثة وتدعم السرعات العالية لنقل البيانات.
- تتميز هذه الطريقة بقدرتها على تغطية مناطق واسعة، بما في ذلك المحيطات والمناطق النائية التي لا يمكن الوصول إليها عبر الشبكات الأرضية.
- تتعدد الأقمار الصناعية المستخدمة، مثل أقمار تكنولوجيا “Ka-band” أو “Ku-band”، وهي التي تتميز بسرعة نقل بيانات عالية جداً.
- الشبكة الأرضية (air-to-ground):
- في هذه الطريقة، تعتمد الطائرة على شبكة من محطات أرضية تقع على الأرض لتوصيل الإنترنت. الطائرة تكون مزودة بهوائيات تقوم بالاتصال مع هذه المحطات على الأرض، مما يتيح لها الحصول على اتصال بالإنترنت.
- تتمثل ميزة هذه التقنية في أنها أقل تكلفة مقارنة بالتقنية القمرية، لكنها قد تواجه صعوبة في الوصول إلى الطائرات في المناطق النائية أو أثناء تحليق الطائرات على ارتفاعات عالية جداً.
كيف يتم نقل البيانات عبر الإنترنت في الطائرة؟
عند تفعيل الإنترنت على الطائرة، يتم إرسال الإشارة من جهازك عبر الشبكة المتوفرة على متن الطائرة. وهذه العملية تتم على النحو التالي:
- المرحلة الأولى – الاتصال بالشبكة:
- عند الإقلاع، تقوم الطائرة بالاتصال إما عبر الأقمار الصناعية أو عبر الشبكة الأرضية. في حال الأقمار الصناعية، يتم إرسال الإشارة من الطائرة إلى القمر الصناعي الذي يتوسط الاتصال بين الطائرة والأرض.
- في الشبكة الأرضية، يقوم جهاز الاتصال في الطائرة بالاتصال بمحطات أرضية عبر تقنية Wi-Fi أو الهوائيات المتطورة.
- المرحلة الثانية – إرسال البيانات:
- بعد الاتصال، يقوم جهاز المستخدم (مثل الهاتف المحمول أو الكمبيوتر المحمول) بالاتصال بالشبكة. تبدأ البيانات من جهازك في الانتقال عبر النظام داخل الطائرة، ثم يتم إرسالها إلى الأقمار الصناعية أو المحطات الأرضية، حيث يتم تمريرها إلى الإنترنت.
- تضمن هذه العملية إرسال واستقبال البيانات مثل الرسائل الإلكترونية، تصفح الإنترنت، أو حتى إجراء مكالمات الفيديو.
- المرحلة الثالثة – الوصول إلى الإنترنت:
- بعد أن يتم مرور البيانات عبر الشبكة المتوفرة في الطائرة، يتم توجيهها إلى محطات الإنترنت الأرضية أو الأقمار الصناعية لتوزيعها على شبكة الإنترنت. في النهاية، تصل البيانات إلى خوادم الإنترنت الخاصة بالمزود الذي يقدم الخدمة على الأرض.
العوامل المؤثرة في جودة الإنترنت بالطائرة
هناك عدة عوامل تؤثر في جودة الإنترنت المتاح على متن الطائرة:
- التغطية الجغرافية:
- تغطي تقنية الأقمار الصناعية معظم الأماكن، بما في ذلك المحيطات والأنحاء النائية، بينما تعتمد الشبكة الأرضية على وجود محطات أرضية في المسار الجوي للطائرة.
- السرعة والازدحام:
- تختلف السرعة المتاحة بحسب حجم البيانات التي يتم إرسالها عبر الشبكة. في بعض الأحيان، قد يعاني الركاب من بطء في السرعة بسبب كثافة المستخدمين على متن الطائرة أو القيود التقنية التي تفرضها الأقمار الصناعية أو الشبكة الأرضية.
- الأمواج الجوية والتشويش:
- يمكن أن تؤثر الأمواج الجوية والتشويشات الناتجة عن العواصف أو الأحوال الجوية السيئة على جودة الاتصال، خاصة في حالة استخدام الأقمار الصناعية.
- التكنولوجيا المستخدمة:
- تتقدم تقنيات الإنترنت في الطائرات باستمرار، حيث تستخدم شركات الطيران تقنيات جديدة مثل شبكة “5G” لتحسين سرعة واستقرار الاتصال. بعض الطائرات الحديثة تستخدم شبكة Wi-Fi قوية لدعم السرعة العالية.
مزايا الإنترنت في الطائرة
- التسلية:
- يوفر الإنترنت على متن الطائرة وسيلة للترفيه، حيث يمكن للمسافرين مشاهدة الأفلام أو البرامج التلفزيونية، اللعب بالألعاب الإلكترونية، أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي.
- التواصل مع الأهل والأصدقاء:
- أصبح بإمكان الركاب الآن البقاء على تواصل مع أسرهم وأصدقائهم أثناء الرحلة، سواء عبر الرسائل النصية أو مكالمات الفيديو. هذا الأمر يجعل السفر أكثر راحة وأقل عزلة.
- العمل أثناء السفر:
- يوفر الإنترنت في الطائرة للمسافرين فرصة لمواصلة العمل أثناء الرحلة. يمكن للمسافرين إرسال رسائل البريد الإلكتروني، المشاركة في الاجتماعات عبر الإنترنت، أو متابعة مهام العمل أثناء السفر.
- توفير الخدمات:
- تتيح شركات الطيران للركاب الوصول إلى خدمات إضافية عبر الإنترنت مثل شراء الطعام والمشروبات، حجز مقاعد، أو حتى متابعة حالة الرحلة.
التحديات المرتبطة بالإنترنت في الطائرات
- التكلفة المرتفعة:
- غالباً ما تكون تكلفة الإنترنت في الطائرات مرتفعة، وقد يختار العديد من الركاب عدم استخدام الخدمة بسبب تكلفتها.
- السرعة المحدودة:
- رغم التطور التكنولوجي، لا يزال الإنترنت في الطائرات يعاني من بعض القيود من حيث السرعة، مما قد يؤثر على تجربة التصفح أو تحميل الملفات الكبيرة.
- أحوال الطقس السيئة:
- الأمواج الجوية أو العواصف قد تؤثر على جودة الاتصال، مما يؤدي إلى انقطاع الخدمة أو انخفاض السرعة بشكل كبير.
المستقبل: هل سنحصل على الإنترنت الأسرع في الطائرات؟
تتطور تقنيات الإنترنت في الطائرات بشكل سريع. مع استخدام الشبكات الفضائية الحديثة مثل “SpaceX’s Starlink”، يمكن أن نرى في المستقبل القريب زيادة في السرعة وجودة الاتصال في الطائرات. تقنيات الجيل الخامس (5G) تعد أيضاً بإحداث ثورة في عالم الإنترنت الجوي من خلال تحسين سرعة الاتصال وزيادة الاستقرار.
المزيد من المعلومات
توفر عدة شركات الطيران خدمة Wi-Fi للركاب رغم عدم توفر الإشارة في السماء ، فكيف يتم ذلك ؟
بدايةً شبكات 3G و 4G الموجودة في الهواتف عبارة عن إشارات يتم استقبالها من الهوائيات الأقرب والتي تختلف فيما بينها في السرعة والمجال الذي تشمله، عند التنقل بالسيارة يتم الاتصال بالهوائي الأقرب وعند الخروج عن نطاقه يتم الاتصال بالهوائي الموالي وفي حال عدم وجود هوائي يشمل المكان الذي تتواجد فيه، فيتم فقدان الاتصال بالشبكة و الانترنت.
🔹 تقنيات الإتصال بالانترنت في الطائرة :
🪐 تقنية ATG اي Air to Ground :
يتم تركيب هوائين في أسفل الطائرة دورهما استقبال الإشارة من أقرب هوائي على الأرض، حيث تكون هذه الهوائيات متصلة بسرفر الطائرة فتحول الإشارة لراوتر الطائرة ومن ثم للركاب، سرعة الانترنت في هذه التقنية 3MBPS
🪐 تقنية Ku-Band Service :
يتم تركيب قمر صناعي على ظهر الطائرة حيث يرسل الهوائي الموجود على الأرض ترددات لقمر صناعي في الفضاء والذي بدوره يقوم بإرسالها للقمر الصناعي المتواجد على ظهر الطائرة، المشكل في هذه التقنية هو أن تركيب قمر صناعي على ظهر الطائرة يؤثر سلباً على جودة الرحلة ويرفع كمية الكيروزان ( بنزين الطائرة ) اللازمة للرحلة وبالتالي يكون سعر التذكرة أغلى، سرعة الانترنت في هذه التقنية 50MBPS
🪐 تقنية Ka-Band Service :
تشبه التقنية السابقة إلاّ أنها تستخدم أقمار صناعية بترددات أعلى من سابقتها، حيث تترواح بين 20 إلى 35Ghz، يتم حالياً تركيب قمرين صناعيين لهذه التقنية من شركة Vaisat وهما Viasat 1 الذي يشمل الولايات المتحدة الأمريكية و Viasat 2 الذي يشمل كندا و أوروبا، سرعتها 100MBPS وهي أسرع انترنت خاص بالطائرة متوفر حالياً.
الخاتمة
يمكن القول إن الإنترنت في الطائرة هو ثورة حقيقية في صناعة الطيران. فقد منح المسافرين القدرة على البقاء على تواصل مع العالم أثناء الرحلة، مما جعل السفر أكثر راحة وفعالية. ومع استمرار تطوير التقنيات المستخدمة في هذه الخدمة، يمكننا التوقع بأن الإنترنت في الطائرات سيصبح أسرع وأكثر استقراراً في المستقبل. ولكن رغم التحسينات المستمرة، تظل هناك تحديات تتعلق بالسرعة والتكلفة التي قد تحد من تجربة بعض الركاب.