تاريخ الأوبئة و الذكاء الصناعي
وفق نماذج الذكاء الاصطناعية الإحصائية يعرف علماء الأوبئة أنه تحدث طفرات فيروسية أو جرثومية كل دورة زمنية تتراوح من ال 50 ل 100 سنة فيخرج نوع شرس من الفاشيات و الأوبئة الجرثومية أو الفيروسية التي تقتل نسب من النوع تتراوح من 50% ل 20 % و قد تصل ل 100 % في بعض الأحيان …
الفيروسات ومركباتها الوراثية DNA أو RNA بعض أنواعها تتحور بشكل سريع جدا لأن دورة حياتها قصيرة فعدد النماذج غير المحدودة القادرة على توليدها في إعادة ترتيبها الجيني يجعل المصادفة الواقعة بحدوث طفرة خطيرة أمر وارد جدا يتكرر في تلك الدورة
المصادفة الإحصائية التي حدثت في فيروس كورونا هو أن غشاءه البروتيني له جواذب تلائم و تتجاذب بشدة مع نوع من المستقبلات على نوعين من الخلايا الجدارية و الحويصلات الهوائية للرئة البشرية و لذلك هو فيروس خطير . فمضاعفته تتمثل في التهاب رئوي فيروسي حاد قاتل
كما أنه منتقل من نوع أخر مما يجعل خبرة جهازنا المناعي في التعامل معه أشد ضعفا و ارتباكا ..و بالمناسبة خبرة جهازنا المناعي إنما تتكون عبر سجلنا الوراثي نتاج أوبئة شرسة تحملها أجدادنا فأبادت الكثير منهم و بقى فقط من له ميزة مناعية أدت لنجاته . فهكذا تنتخب الصفات المناعية عبر ملايين السنين
فكل ما في سجلنا من تعقيد هو نتاج الخبرة المكتوبة في سجلنا الوراثي العتيق الذي تركه الباقون من أجدادنا ممن نجوا
و من أمثلة الطواعين و الأوبئة الشهيرة التي ذكرت عبر التاريخ
– الطاعون الأنطوني (بالإنجليزية: Antonine Plague) هو وباء ضرب الإمبراطورية الرومانية في نهاية السلالة الأنطونية، خلال عهد ماركوس أوريليوس وخلفه كومودوس، بين سنتي 165 و190 م
وفقا للمؤرخ الروماني كاسيوس ديو (235-155)، فقد تسبب هذا الوباء في تدمير الجيش الروماني وفاة ما يصل إلى 2000 حالة يوميا، وتم تقدير العدد الإجمالي للوفيات بحوالي 5 ملايين شخص. قتل المرض ما يصل إلى ثلث السكان في بعض المناطق ودمر الجيش الروماني.تتفق المصادر القديمة على أن الوباء ظهر لأول مرة خلال فترة الحصار الروماني لسلوقية في شتاء 166-165.
– طاعون عمواس 18 هـ 638 م
نسبة إلى بلدة صغيرة في فلسطين بين الرملة وبيت المقدس، التي بدأ بها ثم انتشر في بلاد الشام
قال الواقدي: “توفي في طاعون عمواس في الشام خمسة وعشرون ألفاً”، وقال غيره: “ثلاثون ألفاً”. من أبرز من ماتوا في الوباء أبو عبيدة بن الجراح و معاذ بن جبل ويزيد بن أبي سفيان و سهيل بن عمرو و ضرار بن الأزور و أبو جندل بن سهيل وغيرهم من كبار الصحابة وغيرهم. “
– طاعون جستنيان أو وباء جستنيان (541-542 م، وتكرر حتى 750)
وباء أصاب الإمبراطورية البيزنطية (الرومانية الشرقية) وخاصة عاصمتها القسطنطينية، وكذلك الإمبراطورية الساسانية والمدن الساحلية حول البحر الأبيض المتوسط بأكمله حيث كانت السفن التجارية تؤوي الفئران التي تحمل البراغيث المصابة بالطاعون. يعتقد بعض المؤرخين أن طاعون جستنيان كان أحد أكثر الأوبئة فتكًا في التاريخ، وأنه أدى إلى وفاة ما يقدر بنحو 25-50 مليون شخص خلال قرنين، وهو ما يعادل 13-26% من سكان العالم
– الطاعون الأسود1347 و1352 م
الطاعون الأسود (أو الموت العظيم أو الموت الأسود)، للإشارة إلى وباء الطاعون الذي اجتاح أنحاء أوروبا بين عامي 1347 و1352 م وتسبب في موت ما لا يقل عن ثلث سكان القارة. انتشرت أوبئة مشابهة في نفس الوقت في آسيا والشرق الأدنى، مما يوحي بأن هذا الوباء الأوروبي كان جزءاً من وباء عالمي أوسع نطاقا.
-طاعون لندن الكبير أو العظيم (1665-1666) م كان آخر طاعون دبلي حدث في مملكة إنجلترا (والتي كانت جزء من المملكة المتحدة في العصر الحالي). حدث ذلك في بعد عدة قرون من زمن الوباء الثاني، الممتد من أوبئة الطاعون الدبلي المتقطعة التي بدأت في أوروبا عام 1347، في السنة الأولى من الموت الأسود تفشي ووتحول إلى أشكالا أخرى مثل الطاعون الرئوي، واستمر حتى 1750.وكان عنيفًا خلال شهري أغسطس وسبتمبر بوجه خاص. تُوفي خلال أسبوع واحد 7,165 شخصًا بالطاعون.وكان العدد الإجمالي للوفيات حوالي 100,000 شخص، أو ما يقرب من 25% من سكان لندن. ويعود سبب هذا الطاعون إلى بكتيريا اليرسينية الطاعونية
– وباء الطاعون بالمغرب (1799-1800)
عصف وباء الطاعون سنتي 1212 هـ – 1214هـ / 1799-1800م ببلاد المغرب الأقصى.
وصفه معاصروه بالطاعون الكبير لأنه كان الأشد فتكا من سابقيه فقد كانت له عواقب اجتماعية وسياسية واقتصادية وخيمة وكاد يفني المغاربة حيث فقد جراء هذا الوباء ما بين الربع والنصف من مجموع السكان.
– الوباء الثالث 1910 و1911. م
الوباء الثالث هو وباء واسعٌ من الطاعون الدبلي أصاب مقاطعة يونان الصينية عام 1855،
لينتشر لاحقاً إلى جميع قارات العالم المأهولة. تسبَّب الوباء الثالث في نهاية المطاف بمقتل 12 مليون إنسانٍ في الهند والصين وحدهما، وبحسب منظمة الصحة العالمية فقد كان يعتبر الوباء حدثاً حاضراً حتى عام 1959، عندما انخفض معدل الوفيات العالمي منه إلى نحو 200 شخصٍ سنوياً.
جائحة الأنفلونزا الأسبانية 1918 م
جائحة إنفلونزا 1918 أو ما عرف بالانفلونزا الأسبانية أو الوافدة الإسبانيولية هي جائحة إنفلونزا قاتلة انتشرت في أعقاب الحرب العالمية الأولى في أوروبا والعالم وخلفت ملايين القتلى، وتسبب بهذه الجائحة نوع خبيث ومدمر من فيروس الإنفلونزا (أ) من نوع فيروس الإنفلونزا أ H1N1. وتميز الفيروس بسرعة العدوى حيث تقدر الإحصائيات الحديثة أن حوالي 500 مليون شخص أصيبوا بالعدوى وأظهروا علامات أكلينيكية واضحة، وما بين 50 إلى 100 مليون شخصا توفوا جراء الإصابة بالمرض أي ما يعادل ضعف المتوفيين في الحرب العالمية الأولى.الغالبية العظمى من ضحايا هذا الوباء كانوا من البالغين واليافعين الأصحاء بعكس ما يحصل عادة من أن يستهدف الوباء كبار السن والأطفال والأشخاص المرضى أو ضعيفي المناعة.
إنفلونزا هونغ كونغ (1968–1969)
كانت تعد جانحة إنفلونزا هونغ كونغ من الفئة 2 (مؤشر شدة الجوائح) التي تسببها سلالة (إتش 3 إن 2) المتحورة من سلالة (إتش 2 إن 2) نتيجة طفرة جينية. قتلت هذه الجائحة لعام 1968 و1969 ما يقدر بنحو مليون شخص في جميع أنحاء العالم. كان أكبر معدلات الوفاة لمن أعمارهم أكبر من 65 سنة. وفي الولايات المتحدة، كان هناك حوالي 33800 حالة وفاة.
الإنفلونزا الرّوسية (1977–1978)
في عام 1977، ظهرت سلالة من (إتش 1 إن 1). وكانت جائحة “حميدة”، تؤثر في المقام الأول على الأشخاص الذين ولدوا بعد عام 1950، لأن الجيل القديم لديه مناعة وقائية ناتجة عن تعرض سابق لعدوى من سلالات (إتش 1 إن 1). ولقد كان هذا الفيروس شبيها بالأنواع السابقة له. أدرج لقاح لهذا الفيروس في 1978-1979.
جائحة إنفلونزا (الخنازير ) إتش 1 إن 09/1 (2009–2010)
انتشر وباء شبيه بالانفلوانزا غير معروف السبب في المكسيك في مارس وأبريل 2009. في 24 إبريل 2009، بعد عزل 7 مرضى مصابين في جنوب غرب الولايات المتحدة. في 24 أبريل 2009. بعد عزل 7 مرضى في جنوب شرقي الولايات المتحدة الأمريكية، أصدرت منظمة الصحة العالمية بيانا عن تسجيل مرضا شبيه بالانفلوانزا في المكسيك وتم تسجيل 20 حالة في أمريكا. وفي اليوم التالي تم تسجيل زيادة في عدد الحالات كالاتي: 40 حالة في أمريكا و26 في المكسيك و6 في كندا وحالة واحدة فقط في اسبانيا. المرض انتشر بسرعة خلال بقية الربيع وبحلول 3 مايو كان مجموع الحالات المثبتة 787 في جميع انحاء العالم. في 11 يونيو من عام 2009, اندلع فيروس إتش 1 إن 1/أ، ويشار إليه بـ “إنفلونزا الخنازير” وأٌعلن رسميًا من قبل منظمة الصحة العالمية أنها الجائحة الأولى في القرن الـ 21، وتم تحديد سلالة جديدة من النوع الفرعي إتش 1 إن 1 لـفيروس الإنفلونزا أ في إبريل 2009. ويُعتقد أن الفيروس ناتج من تحور أربع سلالات في هذا النوع الفرعي لـفيروس إنفلونزا أ: الأول متوطن في البشر والثاني في الطيور، اما الثالث والرابع كانت متوطنة في الخنازير. وكان الانتشار السريع لهذا الفيروس الجديد بسبب نقص عام في مناعة الأجسام المضادة في البشر. في الأول من نوفمبر 2009، ذكرت منظمة الصحة العالمية في تحديثٍ عالميٍ لها ” إنّه أكثر من (199) دولة حول العالم، بالإضافة إلى مجتمعات ومناطق عبر البحار، قد أبلغت عن (482300) حالة مثبتة مخبرياً من إنفلونزا H1N1 المنتشرة في العالم، وقدرت عدد الوفيات بـ (6071) حالة”. وفي نهاية الجائحة، تم تاكيد 18000 حالة وفاة. وبسبب عدم كفاية المراقبة وعدم وجود الرعاية الصحية في العديد من البلدان، كان الإجمالي الفعلي من الحالات والوفيات على الأرجح أعلى بكثير مما ذكر. والخبراء، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية، أقروا على أن ما يقدر بـ 284500 شخصا لقوا مصرعهم من هذا المرض، حوالي 15 ضعف من عدد الوفيات الأولي.