منوعات تقنية

أفضل ممارسات حماية الخصوصية على الهواتف الذكية

في عالم اليوم الذي يتسم بتزايد الاعتمادية على الهواتف الذكية، أصبحت حماية الخصوصية وإدارة المحتوى الشخصي من الأمور التي تحظى بأولوية قصوى لدى المستخدمين، سواء كانوا من فئة المستخدمين العاديين أو من فئة المحترفين الذين يتعاملون مع البيانات الحساسة. إذ تمثل الهواتف المحمولة بوابات رئيسية لمعلوماتنا الشخصية، مثل الصور الخاصة، الرسائل النصية، التطبيقات التي تتعلق بالعمل أو الدراسة، بالإضافة إلى بيانات الدخول إلى حسابات البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي. ومع تزايد الاعتمادية على هذه الأجهزة، برزت الحاجة الملحة إلى وسائل فعالة لإخفاء التطبيقات أو المحتوى الخاص، بهدف ضمان عدم وصول غير المصرح لهم إلى بياناتنا، أو حتى لتقليل ظهور التطبيقات التي قد تُعطّل التركيز أو تؤدي إلى انتهاك الخصوصية في ظروف معينة.

أما على صعيد نظامي Android وiOS، فقد تم توفير العديد من الخيارات والإعدادات التي تتيح للمستخدمين إدارة تطبيقاتهم بشكل يحقق مستوى عالٍ من الخصوصية والأمان. وبالطبع، تختلف الأدوات والإجراءات بين النظامين، حيث يعتمد كل نظام على فلسفة مختلفة في التعامل مع الخصوصية، مع تباين في مدى توفر الخيارات المدمجة أو الحاجة إلى تطبيقات خارجية لتحقيق الهدف المنشود. لذلك، فإن فهم الطرق المختلفة لإخفاء التطبيقات على هذين النظامين يُعد أمرًا ضروريًا لأي مستخدم يرغب في حماية محتواه الخاص بشكل فعال، مع ضمان سهولة الوصول وإدارة المحتوى بشكل مريح ومرن.

إخفاء التطبيقات على نظام Android

استخدام واجهة المستخدم الإفتراضية وخصائصها

تختلف طرق إخفاء التطبيقات على أجهزة Android بشكل كبير حسب نوع الجهاز، واجهة المستخدم، وإصدار النظام. في معظم الأجهزة، خاصة تلك التي تعتمد على واجهات مخصصة من قبل الشركات المصنعة، يمكن للمستخدمين استغلال خاصية الضغط المطول على الشاشة الرئيسية لعرض قائمة الخيارات المتوفرة. غالبًا، تظهر خيارات مثل “إخفاء التطبيقات” أو “إزالة” أو “إخفاء” (Hide apps) ضمن قائمة الإعدادات أو في قائمة السياق الخاصة بالتطبيقات. على سبيل المثال، في بعض أجهزة Samsung، يمكن تفعيل وضع إخفاء التطبيقات من خلال إعدادات الشاشة الرئيسية أو باستخدام ميزة “Secure Folder” التي تتيح إنشاء مساحة معزولة لحفظ التطبيقات والملفات بكلمة مرور خاصة.

تحميل وتثبيت تطبيقات إخفاء التطبيقات

بالإضافة إلى الخيارات المدمجة، يوجد في متجر Google Play العديد من التطبيقات التي توفر خاصية إخفاء التطبيقات بكفاءة وسهولة، مع ميزات إضافية مثل تأمين التطبيقات بكلمات مرور، أو بصمات أصابع، أو أنظمة التحقق الثنائية. من بين أشهر هذه التطبيقات:

  • Nova Launcher: من أكثر تطبيقات اللانشرات شهرة، والتي تتيح للمستخدم تخصيص الشاشة الرئيسية بشكل كبير، مع إمكانية إخفاء التطبيقات ضمن مجلدات خاصة أو باستخدام إعدادات اللانشر. كما تتيح بعض النسخ المتقدمة إنشاء “صناديق” محمية بكلمة مرور أو نمط معين لحماية محتوى محدد.
  • Apex Launcher: مشابه لـ Nova، ويوفر خيارات متنوعة لإخفاء التطبيقات، وتخصيص الواجهات، وتأمين المحتوى. كما يدعم أدوات الحماية بكلمة مرور أو نمط معين.
  • App Hider: تطبيق متخصص في إخفاء التطبيقات، ويعمل على إخفائها بشكل كامل من خلال إنشاء واجهات خادعة، بالإضافة إلى إمكانية إخفاء الصور والفيديوهات، وتأمينها برمز سري.
  • Calculator Vault: تطبيق يعمل كمحول للآلة الحاسبة، لكنه يتيح بشكل خفي إخفاء التطبيقات والملفات، مع حماية بكلمة مرور أو نمط.

عند اعتماد هذه التطبيقات، من الضروري اختيار تلك التي تحظى بتقييمات عالية ومراجعات إيجابية، مع الحرص على تحميلها من مصادر موثوقة، وتحديثها بشكل دوري لتعزيز مستوى الأمان والحماية. كما يُنصح دائمًا بقراءة سياسة الخصوصية الخاصة بهذه التطبيقات والتأكد من أنها لا تشارك بياناتك مع أطراف خارجية.

استخدام ميزة “Secure Folder” أو “Space”

توفر إصدارات حديثة من نظام Android، خاصة تلك التي تتبع إصدار Android 10 وما بعده، أو بنظام تشغيل خاص بشركات مثل Samsung وHuawei، ميزة “المجلد الآمن” أو “Secure Folder”، وهي تقنية تعتمد على إنشاء مساحة معزولة داخل الهاتف، يمكن من خلالها وضع التطبيقات والملفات الحساسة بشكل مستقل، وتأمينها بكلمة مرور أو نمط خاص. هذه الميزة لا تسمح فقط بإخفاء التطبيقات، بل تضمن أيضًا حمايتها بشكل كامل من الوصول غير المصرح به، بما في ذلك من قبل المستخدم نفسه عند محاولة الوصول من خلال إعدادات الجهاز أو من خلال عمليات البحث.

عند تفعيل هذه الخاصية، يمكن للمستخدم نقل التطبيقات التي يرغب في إخفائها أو حمايتها إلى المجلد الآمن، بحيث تظهر وكأنها غير موجودة على الشاشة الرئيسية، ويتم الوصول إليها من خلال فتح المجلد بكلمة مرور أو باستخدام تقنية التعرف على البصمة أو الوجه إن كانت مدعومة.

إخفاء الصور والفيديوهات والتطبيقات الحساسة

بالإضافة إلى إخفاء التطبيقات، توجد تطبيقات متخصصة في إخفاء الصور والفيديوهات، مثل “Vault” و”Keepsafe”، والتي تسمح للمستخدمين بحماية ملفاتهم الشخصية بشكل كامل، مع إخفائها من معرض الصور أو مدير الملفات. في حالة الرغبة في إخفاء تطبيق معين، يمكن الاعتماد على هذه التطبيقات، التي تُمكن المستخدم من إخفاء التطبيق نفسه بالإضافة إلى المحتوى الذي يحويه، وهو ما يزيد من مستوى الخصوصية والأمان.

إخفاء التطبيقات على نظام iOS

إنشاء مجلد مستور على الشاشة الرئيسية

تعد طريقة إخفاء التطبيقات على أجهزة iOS بسيطة نسبياً، وتعتمد على إنشاء مجلد جديد على الشاشة الرئيسية، ثم سحب التطبيقات التي يرغب المستخدم في إخفائها داخل هذا المجلد. يمكن أن يكون المجلد مخصصًا فقط للتطبيقات التي تريد إخفاءها، بحيث يصعب على الآخرين ملاحظة وجودها، خاصة إذا كانت التطبيقات غير مرئية على الشاشة الرئيسية أو داخل مجلد غير واضح. بالإضافة إلى ذلك، يمكن وضع هذا المجلد في صفحات خلفية أو داخل مجلدات أخرى لتقليل ظهورها بشكل أكثر فعالية.

استخدام خاصية “Screen Time” لتعطيل ظهور التطبيقات

توفر أدوات نظام iOS ميزة “Screen Time” التي تسمح للمستخدمين بتحديد قيود على التطبيقات، بما في ذلك إخفاء التطبيقات أو حظرها بشكل كامل. عبر الانتقال إلى إعدادات الجهاز، ثم اختيار “Screen Time”، وتفعيل الخاصية، يمكن للمستخدم الوصول إلى خيارات “Content & Privacy Restrictions”. من خلال تفعيل هذه الخاصية، يمكن للمستخدم تحديد التطبيقات التي يرغب في حظرها أو إخفائها، بحيث لا تظهر في قوائم البحث أو على الشاشة الرئيسية، مما يعزز من مستوى الخصوصية.

إخفاء التطبيقات من خلال إخفائها في متجر التطبيقات

بالنسبة للتطبيقات التي تم شراؤها أو تنزيلها من App Store، يمكن للمستخدم إخفاؤها بشكل خاص عبر إعدادات الحساب في متجر التطبيقات. من خلال الانتقال إلى حساب المستخدم، ثم إلى قسم “Purchased”، يمكن تحديد التطبيقات التي تم شراؤها أو تنزيلها، واختيار إخفائها من العرض العام. هذه الخاصية لا تُخفي التطبيق من الجهاز بشكل كامل، لكنها تقلل من ظهوره في سجل التنزيلات والشراء، وتُساهم في حماية الخصوصية بشكل غير مباشر.

إعدادات البحث وتقنيات الحماية الإضافية

يمكن أيضًا تعطيل اقتراحات Siri وإيقاف ظهور التطبيقات في نتائج البحث، من خلال إعدادات “Siri & Search”، مما يقلل من ظهور التطبيقات عند عمل بحث أو استخدام المساعد الصوتي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمستخدمين تفعيل خاصية “Restrictions” (القيود) عبر إعدادات الجهاز، لتحديد التطبيقات التي يمكن الوصول إليها، أو تقييد الوصول إلى إعدادات معينة، أو حتى تفعيل خاصية “Touch ID” أو “Face ID” لحماية التطبيقات الحساسة بكلمة مرور بيومترية.

نصائح إضافية لتعزيز الخصوصية وإدارة التطبيقات

تحديث كلمات المرور بشكل دوري

من أهم ممارسات الأمان، تحديث كلمات المرور بشكل منتظم، خاصة تلك التي تُستخدم في التطبيقات التي تحتوي على معلومات حساسة أو ترتبط بحسابات مهمة. استخدام كلمات مرور فريدة ومعقدة يقلل من احتمالية الاختراق، ويمكن الاعتماد على أدوات إدارة كلمات المرور لتسهيل عملية التحديث والاحتفاظ بكلمات سر قوية وآمنة.

مراجعة إعدادات الخصوصية والأمان

ينصح بمراجعة إعدادات الخصوصية بشكل دوري، من خلال فحص الأذونات الممنوحة للتطبيقات، والتأكد من أن التطبيقات لا تصل إلى البيانات التي لا تحتاجها، ككاميرا الجهاز، الميكروفون، الموقع الجغرافي، أو جهات الاتصال. كما يُنصح بتفعيل خيارات التحقق الثنائي عند الإمكان، لتعزيز مستوى الحماية ضد الاختراقات.

التحذير من التطبيقات غير الموثوقة

عند اللجوء إلى تطبيقات الطرف الثالث، يجب أن تكون حذرًا، وأن تقتصر على تلك التي تحظى بتقييمات عالية ومراجعات إيجابية، وأن تتأكد من مصدرها. التطبيقات غير الموثوقة قد تشكل تهديدًا أمنيًا، سواء من خلال جمع البيانات بشكل غير مشروع، أو عن طريق تضمين برمجيات خبيثة، أو إحداث ثغرات أمنية في الجهاز.

مقارنة بين طرق إخفاء التطبيقات على Android وiOS

الميزة Android iOS
إخفاء عبر واجهة المستخدم نعم، غالبًا عبر الخيارات المدمجة أو اللانشرات المخصصة نعم، عبر المجلدات والإعدادات
استخدام تطبيقات خارجية نعم، متاحة بكثرة مع ميزات حماية متنوعة نعم، لكن بشكل محدود أكثر وتحتاج إلى الحذر
ميزة “Secure Folder” / “Space” متوفرة في بعض الأجهزة مثل سامسونج وهواوي غير متوفرة بشكل مباشر، ولكن يمكن استخدام قيود الوقت و”Restrictions”
إخفاء الصور والفيديوهات نعم، عبر تطبيقات متخصصة نعم، عبر أدوات النظام أو تطبيقات خارجية
إخفاء التطبيقات من البحث نعم، عبر إعدادات الشاشة أو اللانشر نعم، عبر إعدادات “Siri & Search”

الخلاصة والختام

تُعد عملية إخفاء التطبيقات وإدارة الخصوصية من الأمور الأساسية التي يتوجب على كل مستخدم هواتف ذكية أن يوليها اهتمامًا خاصًا، خاصة في ظل تزايد التهديدات الأمنية وانتشار البيانات الحساسة على الأجهزة المحمولة. فاعلية هذه العمليات تعتمد بشكل كبير على نوع النظام المستخدم، والوسائل المتاحة داخليًا أو عبر تطبيقات خارجية، بالإضافة إلى الالتزام بممارسات الأمان المستمرة والتحديثات الدورية.

على الرغم من أن كل نظام يوفر أدوات وطرق متنوعة لتحقيق الهدف، إلا أن الجمع بين استخدام الخيارات المدمجة، والتطبيقات الموثوقة، وإتباع ممارسات الأمان، يضمن حماية أقصى للمعلومات والخصوصية. من المهم أيضًا إدراك أن حماية البيانات ليست مهمة لمرة واحدة، بل هي عملية مستمرة تتطلب مراجعة وتحديث دائمين، مع الوعي المستمر بطرق التهديدات الجديدة وأساليب التصدي لها.

وفي النهاية، يظل الهدف هو التوازن بين سهولة الوصول إلى المحتوى الخاص والحفاظ على مستوى عالٍ من الخصوصية والأمان، مع مراعاة أن التكنولوجيا تتطور باستمرار، وأن أدوات الحماية يجب أن تتواكب مع تلك التطورات لضمان استمرار حماية معلومات المستخدمين بشكل فعال وشامل.

زر الذهاب إلى الأعلى