ترتيب الدول العربية في مؤشر جودة التعليم لسنة 2021
هذا المؤشر يأخد بعين الإعتبار عدة عوامل مختلفة من أجل التقيبم و العوامل التي تفتقد إليها الدول العربية هي الهياكل القاعدية و أجور المعلمين المناسبة و إمكانيات و أدوات ممارسة العملية التعليمية و هذا لا يعني أبدا أن الفرد العربي أقل ذكاء من غيره و إنما الفرد العربي يعيش في بيئة صعبة نتيجة ظروف إستعمارية سابقة و سياسية و إقتصادية شائكة.
الخطر الذي يجب أن نخاف منه هو عندما تفقد الشعوب إحترامها للعلم و العلماء و نحن في العالم العربي والإسلامي عامة يحضى العلم و العلماء بتقدير متميز جدا ليس للدنيا أو متعها و إنما لإعتقاد ديني راسخ بأن المسلم المتعلم أفضل من المسلم الغير متعلم عند الله و في كلاهما خير طبعا و هذا سيبقى راسخا مابقي الإسلام و الذي سيبقى بدرة في قلب كل عربي مسلم تنمو و تزهر كلما وجدت الظروف المناسبة و هذا ما نلاحظه بشكل جلي في العلماء العرب المهاجرين كأحمد زويل و غيره. الفرد العربي بعيدا عن ظروفه الحالية فرد مثقف كيف لا و هو يحضر كل أسبوع على الأقل محاضرة تربوية أخلاقية نفسية في خطبة الجمعة و يقرأ القرآن الكريم الذي يغنيه عن الكثير من كتب علم النفس و تزكيتها و أداب الأخلاق و المعاملات و قصص الأنبياء الواقعية بدل الروايات الوهمية و أحكام التجارة و السياسة و العلاقات العامة بين الشعوب و القوانين الجنائية و غيرها…
الفرد العربي و في ظرف وجيز من ظهور رسالة الإسلام و توفر العدل و الهدف السامي أخرج لنا دهاة في التخطيط الحربي و فاتحين أبطال و علماء أجلاء في شتى الميادين. الغرب ليسوا أفضل منا كأفراد بل الفرد العربي يتفوق في الكثير من الأحيان على الفرد الغربي عندما يدرس في جامعاتهم و يجد الظروف المناسبة و إنما هم يتفوقون علينا كمجتمعات منظمة ملتزمة بقوانين تضمن المساواة بين جميع الأفراد و تضمن حق العامل المجتهد بينما في العالم العربي يضرب معنى الإجتهاد من خلال الوسطات في التوظيف و إسناد الأمور لغير أهلها.
نحن نمتلك بدرة و نواة الإنطلاق راسخة في معتقداتنا و نقدس العلم و العلماء بل نحبهم و إن كنا لسنا منهم و نتحين الفرص لننهض من جديد. هل يعقل أن تكون مصر أم الدنيا في أخر الترتيب و هي أم الحضارات جميعا و نحن نعلم جميعا مدى حب المصريين للعلم و العلماء حتى أني معجب بحفظهم لمكانة و ألقاب أهل العلم فكلمة دكتور أو باشا مهندس لا تفارقهم أبدا. و هل يخرج العراق أبو الحضارات من الترتيب؟ و بغداد كانت حاضرة العلم و العلماء فكم من عالم درس أو عاش أو مر على بغداد و في بغداد تم حفظ منجزات الحضارات السابقة من خلال الترجمة و الذي بنى عليها الغرب اليوم حضارته فشعب العراق هو أهل العلم و كأني أراى هارون الرشيد جالس في بيت الحكمة يقرأ كتابا. و من الجهة الأخرى سوريا و دمشق عاصمة الأمويين و إحدى حواضر الإسلام و العرب و كم تعاقبت عليها من حضارات و كم كانت منارة و قبلة لأهل العلم و العلماء فشعب سوريا في جيناته قيم الحضارة الراقية و مقومات إعادة إحيائها. و أذكر اليمن الذي يقال عنه خارج الترتيب و أذكر سبأ و قل أين كنتم لما كنا؟ و لما بنينا و شيدنا و أنتجنا ؟ الحاضرة روح باقية في الشعوب تنتظر فقط الأسباب لتعود. و من ليبيا إنطلق أريوس يصحح المعتقدات الخاطئة في الدين المسيحي في مصر و روما و لو لم تكن ليبيا حاضرة من حواضر العلم أنداك فماكان لأريوس أن يظهر. هذا قليل من فيض من عالمنا العربي و ذكرت دولا و سكت عن أخرى و سأذكرها إن شاء الله مستقبلا فلا لوم فنحن أمة واحدة و كل إنجاز لعربي هو إنجاز لنا جميعا.