إشاعة أن شبكة الجيل الخامس هي ما يساعد على نشر فايروس كورونا خاطئة
خرج بعض غير المتخصصين بدعوات أن تكنولوجيا 5G هي المتسببة في تفشي فيروس كورونا و استدلوا بأن الأنفلونزا الأسبانية انتشرت في 1918 أبان أول استخدام موسع لموجات الراديو .
و بادئ ذي بدئ فأنا لا أقلل من خطورة تعرض أجساد البشر للموجات الكهرومغناطيسية ..بل إن انتشار أبراج شبكات المحمول بالقرب من البشر خطر جم تؤدي لكثير من المشاكل الخطيرة على الكائنات الحية عموما و علي البشر خصوصا …و لعل ارتفاع نسب الإصابة بالسرطان هي من الأثار الجانبية الخطيرة للتكنولوجيا عموما و سبب أساسي للتوتر و العصبية التي يعيشها أغلبنا !
و يجب على المؤسسات العلمية و الإدارية للدول التنبه لهذه المشكلة و السعي لإيجاد حلول و وضع تشريعات صارمة لتفعيل التدبير اللازمة لإبعاد البشر عن التعرض لمصادر الإشعاع العالي و الحد من أخطارها خاصة على مناطق المعيشة و المنازل الإسكان
و لكن القول أن شبكة 5G سبب في المساعدة على انتشار وباء فايروس كورونا – كوفيد 19 – كلام غير دقيق علمياً
فأول شيء قاله أصحاب تلك النظرية فرضية غير علمية إطلاقاً و هي تنطلق من تعريفهم للفيروسات نفسها و نشأتها
فقالوا إنما الفيروسات هي سموم من الشيفرة الوراثية تنفسها الأجسام الصحيحة بعد تعرضها لأثار تغير إشعاعي ما و ذلك أول خطأ كبير بنوا عليهم تصورهم .
فالفيروسات – كائن غير حي مستقل بذاته – و هي من أقدم الكائنات المتواجدة في تاريخ الحياة بل هي أقدمها على الإطلاق إذا يعتقد بعض العلماء أن نشأة أول برمجية للحياة على الأرض أصلها DNA أو RNA أولي شبيه بالفيروسات فيما يعرف بنظرية بذور الحياة .
ثانيا الفيروسات كائنات لها سلالات بالملايين و لها أنواع و أشكال لا حصر لها و كل مجموعة تصيب مجموعة معينة من الأنواع فهي كائنات منفصلة في تقسيم المركبات الحيوية مع التأكيد على أن الفيروسات رغم كونها مركب حيوي دقيق جدا فهي ليست كائن حي بالمعني المكتمل فلا تدخل تحت تصنيف الكائنات الحية لأنها لا تمتلك أي مقدة على التكاثر الذاتي .و في نفس الوقت ليست مجرد سموم تخرج من الجسد بعد تعرضه للإشعاع
ثالثا :- فإن انتشار الأمراض و الأوبئة الفيروسية و الجرثومية هي أمر منتشر عبر تاريخ الكوكب و لا علاقها باختراع الانسان أي آلة أو تقنية بل هي آلية عتيقة من آلايات التطور و التفاعل و الصراع البيولوجي بين الكائنات و موجودة من قبل ظهور البشر أصلا و موجودة على مر تاريخهم
ففي الثقافة العربية هناك حديث يقول ( ” تأخذكم موتتان كقعاص الغنم “) و قد حدث طاعون عمواس مات فيه 20 ألفا من أهل الشام آن ذاك و من المتوفين أسماء شهيرة من الصحابة كمعاذ ابن جبل و نصف أولاده و هناك طاعون الموت الأسود الذي أباد 40% من سكان لندن 1350 م
فكما هو واضح فإن انتشار الأوبئة أمر أقدم بكثير من ظهور شبكات ال 5G و 4G بل اختراع أي الانسان نوع من الآلات و التقنيات الحديثة
و أخيرا فلا شك أن الأعداد المهولة للبشر جعلتهم يقتحمون بيئات جديدة و تزيد تفاعلتهم مع كائنات أحيائية جديدة مما يجعلهم يتفاعلون مع مركبات عضوية و فيروسية جديدة و كذلك انتشار التقنيات المعتمدة على الإشعاع قد زادت بالفعل من معدلات الطفرات لدى الكائنات الحية عموما و بالتالي تزيد إحتمالية تكون طفرات خطيرة و ضارة أو مفيدة أكبر …مما يسرع من دورة نشاط الأوبئة عموما
لكن القول أن التكنولوجيا هي التي تسرع وتيرة انتشار المرض بشكل مباشر فهو افتراض غير علمي
أو القول أن الفيروس هو نتيجة للإشعاع فهو قول أشد مغالطة
(1) الإمام لاض أو الجنرال نيد لاض أو القائد نيد لاض يشاع أنه أول من دمر آلات للنسيج عام 1779 في إنجلترا.-و هو الأب الروحي لحركة نشأت تسمى الحركة اللاضية و أتباعها يسمون بالاضيون ظهرت تلك الحركة في مستهل القرن التاسع عشر عندما بدأت بوادر أثار الثورة الصناعية في الظهور من اختراع آلات الإنتاج و استبدالها بالعمال أصحاب الحرف اليدوية