البرمجة

فهم الفارق بين OOP والبرمجة الوظيفية في JavaScript

في بداية رحلتك في عالم البرمجة، قد تجد نفسك أمام تحدي اختيار أسلوب البرمجة المناسب الذي يلبي احتياجات مشروعك أو تفضيلاتك الشخصية. يعتبر لغة JavaScript بوصفها لغة برمجة متعددة الأسلحة، حيث يتيح للمطورين الاستفادة من أساليب متعددة لتنظيم وكتابة الشيفرة. وفي هذا السياق، يتناول هذا المقال استخدامين محددين لمكتبة underscore.js في JavaScript، حيث يتساءل الكثيرون عن الفارق بين البرمجة الكائنية التوجيهية (OOP) والبرمجة الوظيفية والإجرائية.

للبداية، دعنا نلقي نظرة على الشيفرة التي قمت بتوفيرها:

javascript
_.map([1, 2, 3], function(n){ return n * 2; }); _([1, 2, 3]).map(function(n){ return n * 2; });

السطر الأول يستخدم وظيفة map من underscore.js بطريقة إجرائية (Procedural)، حيث يتم استدعاء الوظيفة مباشرة من الكائن underscore وتمرير المصفوفة [1, 2, 3] كمعامل. وظيفة التحويل المعيارية (map) تُطبق الدالة المقدمة (التي تضرب كل عنصر في المصفوفة في 2) على كل عنصر في المصفوفة، مما يؤدي إلى الحصول على المصفوفة [2, 4, 6].

السطر الثاني يستخدم underscore.js بطريقة أوسع في الاستخدام وأكثر تقدماً من الناحية الفنية، حيث يتم إنشاء كائن underscore _ الذي يمثل المصفوفة [1, 2, 3]، وبعد ذلك يُطبق عليها وظيفة map باستخدام الدالة المقدمة. يؤدي هذا أيضاً إلى الحصول على المصفوفة [2, 4, 6].

الفارق الرئيسي بين الطريقتين يكمن في الشكل الذي يتم من خلاله استخدام underscore.js. في السطر الأول، تم استخدام underscore.js بشكل مباشر وكأداة للبرمجة الإجرائية، بينما في السطر الثاني تم استخدام underscore.js بشكل كائن (Object)، مما يجعل الكود يبدو وكأنه ينتمي إلى البرمجة الكائنية التوجيهية.

البرمجة الكائنية التوجيهية (OOP) تركز على تنظيم الشيفرة حول الكائنات والفئات، بينما البرمجة الوظيفية تركز على استخدام الدوال والتركيبات الوظيفية لحل المشاكل. في هذا السياق، يُظهر السطر الثاني كيف يمكن استخدام underscore.js بطريقة توظيفية، حيث يمكنك النظر إلى _([1, 2, 3]) ككائن يمتلك دوالاً متقدمة لتحليل وتحويل البيانات.

في النهاية، يعد اختيار بين البرمجة الكائنية التوجيهية والبرمجة الوظيفية قرارًا هامًا يعتمد على احتياجات المشروع وتفضيلات المطور. يفضل أن تقوم بتجربة كل نمط وفهم كيفية تأثيره على هيكل وصيانة الشيفرة. استمر في الاستكشاف والتعلم، فعالم البرمجة واسع ومليء بالتحديات المثيرة.

المزيد من المعلومات

لفهم أعمق بين البرمجة الكائنية التوجيهية والبرمجة الوظيفية، دعونا نستعرض بعض المفاهيم الرئيسية لكل منهما.

البرمجة الكائنية التوجيهية (OOP):

البرمجة الكائنية التوجيهية تركز على استخدام الكائنات والفئات. إليك بعض المفاهيم الرئيسية:

  1. الكائنات (Objects):

    • الكائنات تمثل مثيلات للفئات وتحمل البيانات والسلوك.
    • على سبيل المثال، إذا كنت تنظر إلى تمثيل للكائن “سيارة”، يمكن أن يحمل الكائن بيانات مثل لون السيارة وسرعتها، وسيحتوي على سلوك مثل تشغيل وإيقاف.
  2. الفئات (Classes):

    • الفئات تعرف الكيفية التي يتم بناء بها الكائنات.
    • في مثال السيارة، يمكن أن يكون لديك فئة “سيارة” تعرف كيفية إنشاء كائنات “سيارة”.
  3. التوريث (Inheritance):

    • يسمح التوريث بإنشاء فئة جديدة تأخذ خصائص وسلوك فئة موجودة.
    • على سبيل المثال، يمكن أن تكون هناك فئة “سيارة رياضية” تورث من فئة “سيارة”.

البرمجة الوظيفية:

البرمجة الوظيفية تركز على استخدام الدوال والتركيبات الوظيفية. إليك بعض المفاهيم الرئيسية:

  1. الدوال العالية الأمر (Higher-Order Functions):

    • تسمح الدوال العالية الأمر بتمرير الدوال كمعاملات أو إرجاعها كقيم.
    • مثلاً، في underscore.js، map هي دالة عالية الأمر.
  2. عدم التغيير الجانبي (Side Effect-Free):

    • يُشجع على كتابة دوال لا تؤثر على الحالة الخارجية (متغيرات خارجية)، مما يجعلها أسهل في فهم واختبار.
  3. التركيب الوظيفي (Functional Composition):

    • يمكن تكوين دوال أكبر من خلال تركيب دوال صغيرة.
    • على سبيل المثال، دمج filter و map لتحقيق عمليات تحويل وتصفية في سياق وظيفي.

الاستنتاج:

عند اختيار نمط البرمجة، يعتمد الأمر على طبيعة المشروع وتفضيلات المطور. البرمجة الكائنية التوجيهية تُستخدم بشكل واسع في بناء تطبيقات كبيرة ومعقدة، في حين أن البرمجة الوظيفية تتيح للمطورين كتابة شيفرة أقل تعقيداً وأكثر قابلية للاختبار.

لا تنسَ أن التعلم المستمر وتجربة النمطين سيفيدانك في تطوير رؤية أوسع حول كيفية بناء البرمجيات بطرق مختلفة. استمتع برحلتك في عالم البرمجة واستفد إلى أقصى حد من الأدوات والأساليب المتاحة لك.

زر الذهاب إلى الأعلى